الابتكار الاجتماعي
العائد على الاستثمار في الاستعداد للطوارئ

مجلة اتجاهات الأثر الاجتماعي - العدد 18

العائد على الاستثمار في الاستعداد للطوارئ

يسلط هذا المقال الضوء على إحدى محاولات المنظمات الإنسانية الدولية الاستعداد للحالات الطارئة، وجعل الاستجابة الطارئة أقل تكلفة ووقتاً وجهداً، من خلال السعي لتوفير أدوات يمكن الاستعانة بها في الاستعداد للطوارئ، وهو "مشروع الاستعداد الإنساني" الذي سنقدم موجزاً عنه والمنهجية "العائد على الاستثمار في الاستعداد للطوارئ" التي تم تطويرها ضمن هذا المشروع.

في عام 2014، قامت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) بتشكيل مشروع الاستعداد الإنساني، بتمويل من وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة (UKaid)، والهدف منه دعم القطاع الإنساني ليكون قادراً على قياس ومقارنة الأثار المحتملة على الاستجابة لحالات الطوارئ المستقبلية.

وتضمن هذا المشروع إطلاق مبادرة بحثية تهدف إلى تطوير منهجية ومجموعة أدوات للتنبؤ بالعائد على الاستثمار (ROI) الناتج عن الاستعداد لحالات الطوارئ فيما يتعلق بالوقت والأموال المنفقة على سيناريوهات الاستجابة لحالات الطوارئ السابقة، وتميزت هذه المنهجية بكونها:

  • قابلة للتطبيق على الاستثمارات التنموية والإنسانية التي تتم في سياقات عالية المخاطر.
  • تشمل مجموعة متنوعة من المؤشرات، بما في ذلك المؤشرات البيئية كمؤشر الغازات الدفيئة.
  • حساب العائد على الاستثمار على مدى فترات زمنية طويلة وحوادث طوارئ متعددة.
  • تسهل وتبسط عملية مقارنة سيناريوهات الاستثمار وقياس العائدات.

وهذه المنهجية تضمنت نموذجاً بني بالاعتماد على قواعد بيانات لسنوات سابقة تم فيها الاستجابة في الحالات الطارئة وتتضمن هذه البيانات معلومات حول كيفية التعامل مع هذه الحالات، وبدأت منظمة اليونيسف (UNICEF) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) باستخدام هذا النموذج لحساب العائد على الاستثمار الناتج عن تدخلات الاستعداد في حالة الطوارئ الأولى، وقد أظهرت النتائج أنه يمكن حساب العائد على الاستثمار في الاستعداد من حيث الوقت والتكاليف، وهذا يعني أن هذا الاستعداد يوفر ليس فقط التكلفة وإنما الوقت أيضا، حيث بلغت نسبة التوفير في التكلفة (نسبة العائد) إلى أكثر من 200% في حالة حدوث حالة الطوارئ التالية، وبعبارة أخرى، فإن دولارا ًأمريكيا  واحدا ًتم استثماره مسبقا ًوفر أكثر من دولارين أمريكيين من تكاليف الاستجابة المستقبلية، وبلغ متوسط توفير الوقت 10 أيام.

وفي عام 2016، انضم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) للمشروع، مما أدى إلى توسيع نطاق مقارنة التدخلات، تمت مراجعة فئات الاستثمار لتكون تصنيفات الاستثمار كالتالي:  

  • أنظمة البيانات.
  • البنية التحتية / العملية المسبقة لتحديد المواقع.
  • الاتفاقيات طويلة الأجل (LTAs) /اتفاقيات التعاون البرامجي (PCAs).    
  • توفير المهارات وبناء القدرات.
  • الإمدادات والمعدات والقدرات المسبقة.
  • التنسيق والاتصال والتواصل.

ولتطوير المنهجية واختبارها، تم تحديد محفظة مكونة من 49 استثماراً من مبادرات الاستعداد التي تنفذ حالياً أو من تلك المخططة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، واليونيسيف (UNICEF)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، في ميانمار والنيجر وأوغندا، ودمجت الاستثمارات الـ 49 من المرحلة الأولى (في تشاد ومدغشقر وباكستان) في 35 تدخلا ًضمن فئات المحفظة المستخدمة خلال المرحلة الثانية، ليصل العدد الإجمالي إلى 84.

ولكل استثمار، تم جمع المعلومات الكمية والنوعية التالية:
  • المالية: إجمالي النفقات اللازمة لإنشاء وصيانة وتشغيل إجراءات الاستعداد لحالات الطوارئ المتميزة مثل: استخدام الاستثمار
    (عدد المرات والتكرار الذي يمكن فيه نشر الأصل الناتج عن الاستثمار، بما في ذلك الاستخدام المستمر لأسعار الخصم)
  • ملكية الاستثمار: بما في ذلك توزيع الأسهم بين الشركاء وأصحاب المصلحة الآخرين.
  • الأفق الزمني: مقدار الوقت الذي يتم خلاله حساب عائد على الاستثمار.
  • النطاق الجغرافي: المساحة المكانية للاستخدام المقصود للاستثمار.
  • الهدف من الاستعداد: الأنشطة المشاركة في الاستثمار، وآثارها الملموسة، وتأثيراتها المعبر عنها من حيث كيفية مساهمة مخرجاتها في تحسين الاستجابة الإنسانية
    (وفقاً لمعايير التقييم الإنساني التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- لجنة المساعدة الإنمائية).
  • تصنيف الاستثمار: من خلال تحديد فئات الاستثمار وتصنيفه من القائمة المذكورة سابقاً.
ويتم حساب العائد على الاستثمار في الاستعداد من خلال 5 مؤشرات (مؤشرات الادخار):
  1. توفير الوقت: التغيرات في الوقت بين إعلان حالة الطوارئ وبدء جهود الاستجابة.
  2. الادخار المالي: مقاييس الوفورات المالية التي تحققت نتيجة للاستثمار.
  3. وفورات الغازات الدفيئة (GHG): التغيرات في انبعاثات الغازات الدفيئة التي تعزى إلى الاستثمار.
  4. المساهمة في الاستجابة: مجموعة متنوعة من المقاييس للاختلافات في المساهمة في جودة جهود الاستجابة الإنسانية.
  5. أثار غير مباشرة تعزى إلى الاستثمار.

ومنه تحسب قيمة العائد على الاستثمار كما يلي:

العائد الزمني على الاستثمار Time ROI

يتم التعبير عن توفير الوقت بالفرق بين المدة الزمنية المستغرقة للاستجابة الطارئة بدون الاستعداد لها والمدة الزمنية المستغرقة فيما لو تم الاستعداد لها مسبقاً، وذلك وفقاً للصيغة التالية: 

B.jpg

قد يختلف العائد الزمني للاستثمار وفقاً لسيناريوهات المخاطر، وفي هذه الحالة يتم حسابه على أنه متوسط العائد الزمني المرجح عبر جميع المخاطر، وبالنسبة للاستثمارات المختلطة، التي تتم في أكثر من تصنيف فإن الأداة تحدد أكثر من عائد زمني.

الادخار المالي

يتم التعبير عن المدخرات المالية بنحو أساسي، كنسبة بسيطة من المدخرات في نسبة الاستثمار SIR، وتحسب من خلال الصيغة:

C.jpg

وتشمل المؤشرات الأخرى ذات الصلة مثل:  

  • العدد المحتمل للمستفيدين الإضافيين الذين يمكن استهدافهم إذا أعيد استثمار المدخرات.
  • وفورات الموظفين بدوام كامل.
  • الفترة الزمنية للتعافي.

العائد على الاستثمار في وفورات الغازات الدفيئة (GHG)

يمكن حساب العائد على الاستثمار في وفورات الغازات الدفيئة (GHG ROI) من خلال قياس حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، معبراً عنها بالطن المتري (MTCO2e) وفقاً للصيغة الآتية:

D.jpg

وهكذا تقوم هذه المنهجية على وضع سيناريوهات استجابة مقارنة لكل أزمة: أحدهما مع وجود الاستثمارات ذات الصلة، والآخر بدونه، ويتم بعد ذلك قياس الاختلافات كميا، إما بنحو مباشر أو غير مباشر باستخدام بمجموعة من الأدوات.

وللمزيد حول هذه المنهجية يمكن تحميل الملف الخاص بها من خلال النقر هنا.

F.jpg

 

 

 

شارك هذا المقال

تواصل معنا

نرحب بكافة استفساراتكم وتساؤلاتكم...