مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 15
الأطلس العالمي للعدالة البيئية Global Atlas of Environmental Justice
في أوائل عام 2010 سلط الوعي المتزايد بالظلم البيئي في جميع أنحاء العالم الضوء على الحاجة إلى مورد شامل، لتوثيق هذه الصراعات وتحليلها، حيث لعبت القضايا البيئية دوراً كبيراً في ذلك، من إزالة الغابات إلى التلوث الصناعي، بنحو غير متناسب في المجتمعات المهمشة، وغالباً ما كانت تمر دون أن يلاحظها أحد من عامة الناس وصانعي السياسات، استجابة لذلك بدأ الأكاديميون والناشطون والمنظمات البيئية مناقشة كيفية إنشاء أداة، يمكنها التقاط نطاق هذه الصراعات، وتوفير منصة للوعي والعمل العالمي.
في عام 2011 أُطلق مشروع منظمات العدالة البيئية والمسؤوليات والتجارة (EJATLAS) بدعم من المفوضية الأوروبية. يهدف (EJATLAS) إلى معالجة الظلم البيئي، من خلال ربط البحث العلمي بالنشاط الاجتماعي، جمع المشروع تحالفاً متنوعاً من منظمات العدالة البيئية والمؤسسات الأكاديمية والحركات الشعبية من جميع أنحاء العالم.
كان أحد الأهداف الرئيسية لـ (EJAtlas) هو تطوير أداة يمكنها توثيق الصراعات البيئية بمنهجية، وتوفير بيانات قيمة للناشطين والباحثين وصانعي السياسات، وقد وضعت هذه الرؤية الأساس لما سيصبح عليه الأطلس العالمي للعدالة البيئية (EJAtlas).
لقد كان إنشاء (EJAtlas) مسعىً تعاونياً متعدد الأوجه، تطلب المشروع بحثاً مكثفاً، وجمع البيانات، وتطوير منصة إلكترونية يسهل الوصول إليها وسهلة الاستخدام، الخطوات الرئيسية شملت:
1. جمع البيانات:
- البحث الميداني: أجرى الباحثون والناشطون دراسات ميدانية، لجمع معلومات تفصيلية حول الصراعات البيئية، ووثقوا الأسباب والتأثيرات وأصحاب المصلحة وحركات المقاومة المشاركة في كل صراع.
- التعهيد الجماعي: استفاد المشروع من التعهيد الجماعي لجمع البيانات من المجتمعات المحلية والمنظمات التي تعاني من الظلم البيئي، وقد ضمن هذا النهج التقاط مجموعة واسعة من الصراعات، من ذلك تلك الموجودة في المناطق النائية والممثلة تمثيلاً ناقصاً.
2. تطوير المنصة:
- واجهة المستخدم: ركز الفريق على إنشاء واجهة سهلة الاستخدام وجذابة بصرياً، تتيح للمستخدمين التنقل بسهولة في الأطلس واستكشافه، صممت الخريطة التفاعلية لتوفير تصور جغرافي واضح للنزاعات.
- تكامل قاعدة البيانات: طورت قاعدة بيانات قوية لتخزين الكم الهائل من المعلومات التي جمعت وإدارتها، سمحت قاعدة البيانات باسترجاع البيانات وتحليلها بكفاءة.
3. التعاون والشراكات:
- الشبكة العالمية: عززت (EJATLAS) الشراكات مع منظمات العدالة البيئية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم، وساهم هؤلاء الشركاء بخبراتهم وبياناتهم ومعارفهم المحلية لإثراء الأطلس.
- التدريب وبناء القدرات: نظمت ورش عمل ودورات تدريبية لتثقيف الشركاء والمساهمين حول طرائق جمع البيانات، واستخدام المنصة، وأهمية توثيق الصراعات البيئية.
في عام 2014 وبعد سنوات من الجهود المتفانية، أطلق الأطلس العالمي للعدالة البيئية (EJAtlas) رسمياً. كان حفل الإطلاق حدثاً هاماً، حضره باحثون وناشطون وصانعو سياسات ووسائل إعلام من جميع أنحاء العالم، كشف عن (EJAtlas) بوصفه منصة تفاعلية مفتوحة الوصول، مما يوفر أداة قوية لتوثيق الصراعات البيئية وتحليلها.
وقد حظي الإطلاق باهتمام واسع النطاق، مما سلط الضوء على أهمية العدالة البيئية ودور أطلس (EJAtlas) في مواجهة التحديات العالمية، وقد أشيد بقاعدة البيانات الشاملة والميزات التفاعلية للمنصة، لقدرتها على تعزيز الوعي والدعوة وتغيير السياسات.
منذ إطلاقه استمر (EJAtlas)في النمو والتطور، تشمل الإنجازات الرئيسية ما يلي:
- توسيع قاعدة البيانات: يحتوي الأطلس الآن على آلاف الصراعات البيئية الموثقة من كل قارة، تضاف الحالات الجديدة باستمرار، مما يضمن بقاء قاعدة البيانات محدثة وذات صلة.
- تمكين المجتمعات: تستخدم المجتمعات المحلية والمنظمات الشعبية أطلس (EJAtlas) لتوثيق نضالاتها ومشاركة قصصها والتواصل مع شبكة عالمية من الحلفاء، تمكنهم المنصة من الدفاع عن حقوقهم والسعي لتحقيق العدالة.
- التأثير في السياسات والأبحاث: استخدمت البيانات والأفكار المستقاة من (EJAtlas) في البحث الأكاديمي، وتطوير السياسات، والدعوة البيئية، يحلل الباحثون الاتجاهات ويحددون الأنماط، ويضعون استراتيجيات لمعالجة الظلم البيئي، ويرجع صناع السياسات والمنظمات الدولية إلى الأطلس لفهم تأثير السياسات البيئية واتخاذ قرارات مستنيرة.
- رفع الوعي: يعد (EJAtlas) أداة تعليمية تعمل على رفع مستوى الوعي حول قضايا العدالة البيئية بين عامة الناس والطلاب والمعلمين، ويسلط الضوء على الترابط بين النظم البيئية والاجتماعية وأهمية التنمية المستدامة.
وتواصل منصة (EJAtlas) الابتكار وتوسيع نطاق وصولها، تشمل الأهداف المستقبلية ما يلي:
- التحسينات التكنولوجية: دمج تحليلات البيانات المتقدمة وأدوات التصور، لتوفير رؤى أعمق للصراعات البيئية، وتعزيز إمكانية الوصول عبر الأجهزة المحمولة للوصول إلى جمهور أوسع، وتسهيل جمع البيانات في الوقت الفعلي.
- تعزيز الشراكات: بناء شراكات جديدة مع المنظمات والمجتمعات لإثراء قاعدة البيانات وتعزيز الحلول التعاونية، وتوسيع شبكة المساهمين، لضمان وجهات نظر متنوعة وتغطية شاملة.
- المناصرة والعمل: الاستفادة من أطلس EJAtlas لدفع إجراءات ملموسة لتحقيق العدالة البيئية، من ذلك التدخلات القانونية، وإصلاحات السياسات، وتمكين المجتمع، والتعاون مع الحركات العالمية لمواجهة التحديات البيئية الناشئة، مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث.
وأخيراً... يقف الأطلس العالمي للعدالة البيئية كشهادة على قوة العمل الجماعي والابتكار الاجتماعي المفتوح، فهو يوضح كيف يمكن لأصحاب المصلحة المتنوعين، الأكاديميين والناشطين والمجتمعات وصانعي السياسات، أن يجتمعوا معاً لمواجهة التحديات البيئية الملحة. إن (EJAtlas)ليس مجرد أداة، إنه منارة أمل، يسلط الضوء على الطريق نحو عالم أكثر عدلاً واستدامة.
لمزيد من المعلومات، استكشف الأطلس العالمي للعدالة البيئية: