مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 17
النهضة الحضرية... إعادة تصميم الحوكمة البلدية من خلال الابتكار ومختبرات الذكاء الجماعي
في مطلع عام 2020 سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء بنحو كبير على نقاط الضعف في الأنظمة البلدية، وكشفت عن فجوات في خدمات الصحة العامة، والقدرة على الاستجابة للطوارئ، وجودة البنية التحتية الرقمية، فقد أجبرت الأزمة البلديات على التكيف بسرعة، وكشفت عن الحاجة الماسة إلى الديناميكية والمرونة في الحوكمة، ويبدو أن الأزمات، التي يصعب التنبؤ بها، لم ولن تقتصر على جائحة كوفيد-19، بل باتت "وضعاً طبيعياً"، فالأحداث المناخية المتطرفة، والتهديدات للبنى التحتية الحرجة، وموجات الهجرة، والأوبئة، وأزمات الطاقة الكهربائية بسبب زيادة الاستهلاك، تشكل في مجموعها سيناريوهات أزمة واقعية مستمرة، ولا يمكن استبعاد ظهور مخاطر ذات طبيعة غير معروفة حتى الآن.
للوهلة الأولى فإن النظر في كل هذه التهديدات المحتملة والعواقب الكارثية، التي يمكن أن تخلفها، أمر مثير للقلق، ولكن تحليل أزمة كوفيد-19 أظهر في المقابل قدراً كبيراً من الإبداع لدى السلطات المحلية، وأصبح من الواضح أن هذه الإمكانات استخدمت بأسلوب جيد نسبياً، وبيّن إمكانية تطوير آليات لمواجهة العواقب السلبية أو تقليلها لمثل هذه المواقف المتطرفة محلياً.
من جانب آخر تواجه البلديات اليوم عدداً لا يحصى من التحديات، التي تهدد قدرتها على خدمة مجتمعاتها بنحو فعال، من التوسع الحضري السريع والنمو السكاني، إلى البنية التحتية القديمة والمخاوف البيئية، تتعرض الحكومات المحلية لضغوط هائلة لتقديم خدمات عالية الجودة، مع الحفاظ على المسؤولية المالية، ومع تزايد كثافة المدن، أصبحت قضايا، مثل: الازدحام المروري، والقدرة على تحمل تكاليف الإسكان، قضايا معقدة على نحو متزايد، وغالباً ما تتفوق على نماذج وحلول الحوكمة التقليدية.
في مواجهة هذه التحديات، يبرز الابتكار كأداة أساسية للبلديات، إذ يسمح بتبني الممارسات المبتكرة للحكومات المحلية بإعادة التفكير في تقديم الخدمات، وتعزيز مشاركة المواطنين، والاستفادة من التكنولوجيا، لتحسين الكفاءة والفاعلية، على سبيل المثال: يمكن لمبادرات المدينة الذكية، التي تستفيد من تحليلات البيانات، تحسين تدفق المرور، وتحسين إدارة النفايات، وتعزيز السلامة العامة، ومن خلال تعزيز ثقافة الابتكار، لا تستطيع البلديات معالجة التحديات القائمة فحسب، بل تستطيع أيضاً تشكيل مستقبل مجتمعاتها استباقياً.
الابتكار في البلديات
لعقود من الزمن كان هناك وفرة من الأدبيات حول موضوع الابتكار، سواء في الاقتصاد أو في علوم الإدارة، ولكن في أغلب الأحيان، كان يُنظر إلى البلديات على أنها تتبنى ابتكار المنتجات أو الخدمات، التي طورت في أماكن أخرى، ومن ثم لم يكن أمراً شائعاً أن ينظر إلى "الفرق البلدية" على أنها مبتكرة.
في عام (2017) كان كل من (Richard shearmur)، و(Vincent Poirier) أول من حاول تصور هذه الجوانب على وجه التحديد، من خلال بحث عملا على تقديمه تحت عنوان (تصور ريادة الأعمال البلدية غير السوقية: الابتكار البلدي اليومي وأدوار السياق الحضري والموارد الداخلية والتعلم)، تضمن البحث فكرة عدِّ الابتكارات البلدية عمليات ابتكار غير سوقية، وأن البلديات ملزمة بتقديم ابتكارات المنتجات والعمليات والخدمات، من أجل معالجة المشكلات الناتجة عن مسؤوليات الخدمة والإدارة اليومية للبلدية.
ويشير الابتكار في البلديات إلى: تبني أفكار وعمليات وتقنيات وأساليب وممارسات جديدة من قبل الحكومات المحلية، لتعزيز كفاءة وفاعلية وجودة الخدمات العامة والحوكمة، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة، وتعزيز تقديم الخدمات، وتعزيز التنمية المستدامة، يعد هذا النوع من الابتكار أمراً بالغ الأهمية للبلديات، إذ تسعى جاهدة لمعالجة التحديات المعقدة، مثل: التوسع الحضري والاستدامة البيئية.
أشكال الابتكار في البلديات:
ينطوي الابتكار في البلديات على الأشكال التالية:
1. الابتكار في تبني التكنولوجيا: تستفيد البلديات من الأدوات الرقمية وتحليلات البيانات، لتبسيط العمليات وتحسين الخدمات العامة، ويشمل ذلك مبادرات المدينة الذكية، التي تعزز إدارة المرور وكفاءة الطاقة والسلامة العامة، على سبيل المثال: نفذت مدن مثل سان فرانسيسكو أنظمة بيانات في الوقت الفعلي، لتحسين جمع النفايات وخفض التكاليف.
2. الابتكار في مبادرات الاستدامة: تتبنى العديد من البلديات ممارسات تهدف إلى الاستدامة البيئية، مثل تعزيز الطاقة المتجددة، وتحسين وسائل النقل العام، وتعزيز المساحات الخضراء، على سبيل المثال: تم الاعتراف بمدينة كوبنهاجن لجهودها لتصبح أول مدينة خالية من الكربون في العالم بحلول عام 2025، من خلال تنفيذ أنظمة مبتكرة لإدارة النفايات والطاقة.
3. الابتكار في ممارسات المشاركة المجتمعية: إن إشراك المواطنين في عمليات صنع القرار أمر بالغ الأهمية لنجاح الابتكار البلدي، وتسمح برامج مثل الموازنة التشاركية في مدن مثل باريس للسكان بالتأثير مباشرة في كيفية تخصيص الأموال العامة، مما يعزز مشاركة المجتمع والمساءلة.
4. الابتكار في الشراكات بين القطاعين العام والخاص: يمكن أن يؤدي التعاون بين الحكومات المحلية والقطاع الخاص إلى حلول مبتكرة في البنية التحتية وتقديم الخدمات، على سبيل المثال: دخلت شيكاغو في شراكة مع شركات خاصة، لتعزيز أنظمة النقل العام، مما أدى إلى تحسين كفاءة الخدمة.
5. الابتكار في مواجهة التحديات الاجتماعية: إن معالجة التحديات الاجتماعية من خلال الممارسات المبتكرة تشكل محوراً رئيسياً للعديد من البلديات، والمبادرات الرامية إلى تحسين القدرة على تحمل تكاليف الإسكان، ودعم المجتمعات المهمشة، وتعزيز الخدمات الاجتماعية هي أمثلة للكيفية التي يمكن بها للحكومات المحلية تعزيز الرفاهية الاجتماعية.
6. الابتكار في تطوير السياسات: تبتكر البلديات أيضاً من خلال الحوكمة وإصلاحات السياسات، على سبيل المثال: يمكن أن يكون لإدخال أطر تنظيمية جديدة تشجع ريادة الأعمال أو تبسط العمليات البيروقراطية تأثيرات بعيدة المدى، غالباً ما يكون هذا النوع من الابتكار حاسماً في خلق بيئة مواتية للشركات، وتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية محلياً، على سبيل المثال: صمم برنامج الشوارع المفتوحة في مدينة نيويورك لإعادة تصور المساحات العامة، من خلال إغلاق الشوارع أمام حركة المركبات وفتحها للمشاة وراكبي الدراجات، مما يخلق بيئات حضرية أكثر ملاءمة للعيش.
مختبرات الذكاء الجماعي والابتكار في البلديات
تعرف مختبرات الذكاء الجماعي (Collective Intelligence) كونها مختبرات لتصميم الحلول المرتبطة بالقدرة المعززة، التي تنشأ عندما يعمل الناس معاً، بمساعدة التكنولوجيا، والاعتماد على البيانات من أجل العمل على مجموعة أوسع من المعلومات والأفكار والبصائر، وتدمج هذه المساهمات لتصبح أكثر من مجموع أجزائها لأغراض ترتبط بالتعلم، والابتكار، واتخاذ القرار، وتعد ممارسات الذكاء الجماعي ليست بالجديدة، ولكن ظهور التقنيات الجديدة التي تربط المزيد والمزيد من الأفراد عبر مسافات أكبر، لمشاركة المعرفة والمهارات أدى إلى تحويل ما يمكن تحقيقه من خلال الذكاء الجماعي، في القرن التاسع عشر استغرق الأمر ما يقرب من 70 عاماً لجمع 400000 كلمة تشكل الطبعة الأولى الكاملة من قاموس اكسفورد الإنجليزي، في المقابل يتلقى تطبيق ويكيبيديا 1.8 تعديل في الثانية، ويشهد إنشاء أكثر من 6 ملايين صفحة جديدة شهرياً.
يغطي الذكاء الجماعي مجموعة واسعة من الأساليب التشاركية، من ذلك التعهيد الجماعي، والابتكار المفتوح، وأسواق التنبؤ، والعلوم المدنية والديمقراطية التداولية، يعتمد بعضها على المنافسة، في حين يعتمد البعض الآخر على التعاون والتكامل، ويخلق شعوراً بالمجتمع والعمل الجماعي، أما البعض الثالث فيعمل على أساس تجميع المساهمات الفردية أو المهام الصغيرة.
يوفر الذكاء الجماعي أربع فرص مميزة على الأقل لمساعدة صناع القرار والمجتمعات على حل المشكلات المعقدة:
- فهم المشكلات: توليد بصائر وحقائق ومعلومات سياقية حول ديناميكيات الموقف.
- البحث عن الحلول: العثور على مناهج جديدة أو حلول مجربة من مكان آخر، أو تحفيز المبتكرين على خلق طرق جديدة لمعالجة مشكلة ما.
- اتخاذ القرارات والعمل: اتخاذ القرارات مع أو بالاعتماد على المدخلات التعاونية من مجموعة واسعة من الأشخاص و/ أو الخبراء المعنيين.
- التعلم والتكيف: مراقبة تنفيذ المبادرات من خلال إشراك المواطنين في توليد البيانات، ومشاركة المعرفة لتحسين قدرة الآخرين.
يمكن لربط ممارسات الذكاء الجماعي بالابتكار في البلديات أن يعزز بنحو كبير قدرة الحكومات المحلية على معالجة التحديات الحضرية المعقدة، فيما يلي عدة طرق تتقاطع بها هذه المفاهيم:
1. صنع القرار التعاوني: تشجع ممارسات الذكاء الجماعي التعاون بين ذوي العلاقة المتنوعين، من ذلك المواطنون والشركات المحلية والمنظمات المجتمعية، من خلال دمج هذه الأصوات في عملية صنع القرار، يمكن للبلديات تطوير حلول أكثر فاعلية وإبداعاً، ومصممة خصوصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة لمجتمعاتها، كما يمكن لأدوات مثل الميزانية التشاركية والمنتديات المجتمعية تسهيل هذا التعاون.
على سبيل المثال: يسمح مشروع الميزانية التشاركية في مدن مختلفة حول العالم، منها مدينة نيويورك، للسكان بالتصويت على كيفية تخصيص جزء من ميزانية البلدية، مما يعزز الشعور بالملكية والمشاركة بين المواطنين.
2. أفكار التعهيد الجماعي وحلوله: يمكن للبلديات الاستفادة من المنصات التي تستفيد من الذكاء الجماعي لجمع الأفكار والحلول من السكان، كما يمكن لمبادرات التعهيد الجماعي أن تؤدي إلى مناهج مبتكرة للقضايا المحلية، إذ يمكن لمجموعة أوسع من المعرفة والخبرات أن تساهم في حل المشكلات.
مثال: في سان فرانسيسكو، نفذت المدينة منصة التعهيد الجماعي (SF Open Innovate)، والتي تسمح للمواطنين باقتراح حلول للتحديات الحضرية، مما أدى إلى تطوير برامج مبتكرة مختلفة.
3. تبادل البيانات والشفافية: يعزز الذكاء الجماعي من خلال مبادرات البيانات المفتوحة، التي تسمح للبلديات بمشاركة البيانات مع السكان وذوي العلاقة، وتعزز هذه الشفافية الثقة وتشجع التحليل التعاوني لقضايا المجتمع، مما يؤدي إلى ابتكارات مدفوعة بالبيانات.
مثال: توفر مبادرة البيانات المفتوحة في برشلونة إمكانية الوصول إلى مجموعات بيانات مختلفة يمكن للمواطنين تحليلها، مما يمكنهم من التعاون في إيجاد حلول للتحديات الحضرية، مثل النقل والصحة العامة.
4. التعاون بين القطاعات: يمكن تعزيز الابتكار البلدي من خلال تعزيز الشراكات عبر القطاعات، من ذلك المنظمات العامة والخاصة وغير الربحية، ومن خلال الاستفادة من الذكاء الجماعي لهذه المجموعات المتنوعة، كما يمكن للبلديات تعزيز الحلول المبتكرة، التي قد لا تظهر داخل قطاع واحد.
مثال: يعزز مختبر الابتكار المدني في كليفلاند التعاون بين الحكومة المحلية والشركات والمنظمات غير الربحية، لمعالجة التحديات الحضرية، مع التأكيد على أهمية وجهات النظر المتنوعة في دفع الابتكار.
5. إشراك المواطنين في مختبرات الابتكار: إن إنشاء مختبرات أو مراكز ابتكار داخل البلديات يسمح للمواطنين بالمشاركة بنشاط في تصميم الأفكار الجديدة واختبارها، يمكن لهذه المختبرات الاستفادة من منهجيات الذكاء الجماعي لجمع الأفكار، والتعاون في إنشاء الحلول، وتجريب المشروعات المبتكرة.
مثال: أنشأت مدينة تورنتو مراكز ابتكار تعمل على إشراك المواطنين في تصميم الخدمات الحضرية بأسلوب مشترك، وتعزيز الذكاء الجماعي وحل المشكلات بأسلوب تعاوني.
من خلال دمج ممارسات الذكاء الجماعي في جهود الابتكار البلدي، يمكن للحكومات المحلية الاستفادة من المعرفة والإبداع وخبرات مجتمعاتها، لتطوير حلول أكثر فاعلية واستدامة وشاملة للتحديات الحضرية، لا يعمل هذا النهج التعاوني على تعزيز عملية اتخاذ القرار فحسب، بل يعزز أيضاً الشعور بالملكية المجتمعية والمشاركة في عملية الحكم.
الابتكار في البلديات حول العالم
1. مبادرة الاقتصاد الدائري في أمستردام: اتخذت مدينة أمستردام خطوات جريئة للانتقال إلى اقتصاد دائري، حيث يعاد استخدام الموارد وتقلل النفايات، تهدف البلدية إلى تقليل النفايات وانبعاثات الكربون، من خلال تعزيز ممارسات الأعمال المستدامة، وتشجيع إعادة استخدام المواد عبر قطاعات مثل البناء والطاقة والنقل، تتضمن استراتيجيتهم العمل مع الشركات والمواطنين، لإعادة تصميم المنتجات والأنظمة، لضمان بقاء المواد قيد الاستخدام لمدة أطول، مما يساهم في الاستدامة البيئية والمرونة الاقتصادية.
- نوع الابتكار: نهج الاقتصاد الدائري للاستدامة الحضرية.
- الأثر: تقليل النفايات والبصمة الكربونية.
2. نظام إدارة المياه الذكي في سيول: نفذت سيول، كوريا الجنوبية، نظام إدارة المياه الذكي، لمراقبة جودة المياه وتوزيعها في الوقت الفعلي، باستخدام أجهزة استشعار إنترنت الأشياء وتحليلات البيانات الضخمة، يمكن للمدينة اكتشاف التسريبات وتقليل هدر المياه وضمان توصيل المياه النظيفة للسكان، لقد أدى هذا النظام إلى زيادة الكفاءة التشغيلية وتحسين إدارة المياه، مما أفاد البيئة والمجتمع.
- نوع الابتكار: مراقبة المياه في الوقت الفعلي القائمة على إنترنت الأشياء.
- الأثر: تقليل فقدان المياه وتحسين جودة المياه وموثوقية الإمداد.
3. برنامج الشوارع المفتوحة في مدينة نيويورك: استجابة لظهور كوفيد-19، أطلقت مدينة نيويورك برنامج الشوارع المفتوحة، الذي أغلق مؤقتاً بعض الشوارع أمام حركة المركبات، مما سمح بمساحة أكبر للمشاة والأنشطة الخارجية، دعمت هذه المبادرة التباعد الاجتماعي، وحسنت جودة الهواء، ووفرت المزيد من المساحات العامة للترفيه، أدى نجاح البرنامج إلى مناقشات حول تحويل بعض هذه الشوارع دائماً إلى مناطق مخصصة للمشاة فقط، مما يسلط الضوء على أهمية إعادة تصور المساحات الحضرية من أجل زيادة قابلية العيش.
- نوع الابتكار: إعادة تصور المساحات العامة للمشاة وراكبي الدراجات.
- الأثر: تحسين المساحة العامة، وتحسين جودة الهواء، وتقليل الازدحام المروري.
توضح الأمثلة السابقة تنوع الاستجابات المعتمدة على مستوى البلديات، ورغم التباين الكبير بين المجالات المعنية، يمكن تحديد خصائص مشتركة بين كل الحلول المنفذة أو بعضها:
- الحاجة إلى الاستجابة السريعة.
- إعادة النظر في استخدام الموارد.
- حلول أصيلة وجديدة، بعضها مستدام وبعضها مؤقت ينتهي بانتهاء الأزمة.
يشكل الابتكار في البلديات ضرورة أساسية لمعالجة التعقيدات المتزايدة التي تكتنف الحياة الحضرية، وتعزيز المدن المستدامة والفعالة والصالحة للعيش، ومن خلال تبني التقنيات الجديدة، وتعزيز التعاون بين القطاعات، وإشراك المواطنين في عمليات صنع القرار، تستطيع البلديات أن تخلق أنظمة أكثر استجابة ومرونة، وتُظهِر ابتكارات مثل الاقتصاد الدائري في أمستردام، وإدارة المياه الذكية في سيول، وإعادة تصور مدينة نيويورك للمساحات العامة، كيف تستطيع البلديات الاستفادة من الحلول الإبداعية، لتحسين جودة الحياة لسكانها، ولا تحل هذه الابتكارات التحديات الحضرية المباشرة فحسب، بل تمهد الطريق أيضاً لنماذج حوكمة أكثر استدامة وشمولاً وتطلعاً إلى المستقبل.
ويسلط نجاح مثل هذه الابتكارات الضوء على أهمية العقلية المنفتحة والتعاونية والتكيفية في الحكومات المحلية، حيث تتنقل المدن في جميع أنحاء العالم بين تحديات التحضر السريع، والمخاوف البيئية، وتوقعات المواطنين المتطورة، ومن خلال البحث المستمر عن طرق جديدة للابتكار، تستطيع البلديات أن تقود الطريق في تشكيل مستقبل الحياة الحضرية.

