مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 17
درة الرياض "حديقة الملك سلمان"
المقدمة
يشهد الابتكار في المملكة العربية السعودية نمواً متسارعاً وتطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في مختلف القطاعات، وهو يمثل نهجاً جديداً لحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المملكة، ويحقق رؤية المملكة 2030، التي تهدف المملكة من خلالها لتكون إحدى الدول الرائدة على مستوى العالم، وذلك من خلال تطوير حلول مبتكرة ومستدامة، تسهم في تطوير الواقع المعيشي للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية.
ومن هذا المنطلق فقد نفذت المملكة عدداً كبيراً من المشروعات المبتكرة، التي جعلت منها مثالاً يحتذى به في المنطقة العربية، وأحد هذه المشروعات الذي سنتحدث عنه في هذا المقال: "حديقة الملك سلمان" في قلب العاصمة الرياض، فقد أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مشروع "حديقة الملك سلمان" في يوم الثلاثاء 12 رجب 1440هـ (19 مارس 2019) بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة حديقة الملك سلمان.
مميزات الحديقة
وتتميز "حديقة الملك سلمان" بمجموعة من المميزات، التي جعلتها بحق درة من درر الرياض، وأبرز هذه المميزات:
1. الطبيعة والتأمل: في أحضان الطبيعة التي لا مثيل لها في مكان آخر، توفر حديقة الملك سلمان رحلة استكشاف لا حدود لها، بتجارب استثنائية حول طبيعة خلابة.
2. الفنون والثقافة: تتضمن حديقة الملك سلمان عوالم فنية فريدة من نوعها، تلتقي فيها الإبداعات بمختلف ألوانها: النحت، العمارة، المسرح، السينما، وغيرها الكثير.
3. الترفيه: بنكهة مختلفة عن أي مكان آخر توفر حديقة الملك سلمان تجارب جديدة وفعاليات استثنائية، تقام على أرض الحديقة على مدار العام.
4. الرياضة: تساهم حديقة الملك سلمان في توفير أسلوب حياة صحي للمواطنين في المملكة العربية السعودية، وهي مدعمة بملاعب لمختلف الهوايات، وميادين تتسع لآلاف المشجعين.
5. التعليم والازدهار: تفتح مؤسسة حديقة الملك سلمان بوابة للمستقبل، وتقدم للمواطنين مستوى عالياً من التعليم في عدد من الأكاديميات المختصة بالفنون والموسيقى والمعاهد الثقافية.
6. الأعمال والريادة: تشكل حديقة الملك سلمان نموذجاً حياً يحتذى به في الريادة، لأنها تعد ميداناً نابضاً للتقدم، يمكن من خلاله رؤية المستقبل المستدام، الذي تسعى إليه المملكة العربية السعودية.
حديقة الملك سلمان "الوجهة الاستثنائية"
تسعى حديقة الملك سلمان لإعادة تشكيل المفهوم التقليدي للحدائق، لتوفر لسكان الرياض وزوارها معنى جديداً للحدائق وأسلوباً جديداً للترفيه، وذلك بفضل محيطها الثقافي الفني الملهم، ومساحاتها الخضراء، وملاعبها المتاحة لممارسة مختلف الرياضات، وميادينها المهيأة لاستضافة كبرى الفعاليات، وذلك في مساحة قدرها 80000 م2 من منطقة الوادي الطبيعي.
كما أنها تتمتع بتصميم إبداعي لا مثيل له، وبذلك فإنها سترسي نهجاً تصميمياً حديثاً في المنطقة، يتسم بالانسيابية والمرونة والحياة، وذلك لما تتضمنه الحديقة من معالم أيقونية، تنسجم مع التضاريس الطبيعية للحديقة، ومناطق خضراء تتخللها الأودية وتكسوها الأشجار وتغمرها التجارب، ومن المخطط له أن تتضمن الحديقة مليون شجرة خلال السنوات القادمة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الحديقة تتميز بتنوع أنشطتها ومساحتها الرحبة، وموقعها الاستراتيجي، وبيئتها الحيوية، التي ستمنح سكان الرياض وزوارها تجربة استثنائية، تتباين ما بين الإيقاع الديناميكي والهدوء، لتكوِّن مزيجاً فريداً بين السكينة والحركة الدائمة، ولتعزيز نشاط زوارها فهي توفر مساراً للمشاة طوله أكثر من 7 كم.
أبرز المعالم في الحديقة:
أولاً: المجمع الملكي للفنون
يقام المجمع الملكي للفنون على مساحة تزيد على 500.000 م2، ويعد أحد المعالم الأيقونية في العاصمة، وذلك لا يعود للإبداع في تصميمه الهندسي وحسب، وإنما للدور الذي يؤديه في إغناء المشهد الثقافي، وتجسيد رؤية المملكة 2030 في إنشاء منارة كبرى للثقافة والفنون في الرياض، وذلك باحتوائه على مجموعة من المرافق الثقافية، وهي:
- المعهد الملكي للفنون التقليدية.
- متحف الثقافات العالمية الذي يصل ارتفاعه إلى 110 م.
- المكتبة المتخصصة في الثقافة والفنون.
- المسرح الوطني الذي يتسع لـ 2300 مقعد.
ثانياً: مركز الزوار
يقام مركز الزوار في حديقة الملك سلمان بصفته مركزاً تعريفياً ثقافياً وبيئياً، ويتمتع بإطلالة مميزة ونمط عمراني سلماني أصيل، حيث يهدف بنحو رئيسي إلى تقديم تجربة تفاعلية لزوار الحديقة عبر قاعاته المهيأة لاستضافة الفعاليات ومختلف المناسبات والعروض، بالإضافة إلى عدد من المطاعم، والمقاهي، والمساحات الداخلية ، والخارجية.
كما يعد مركز الزوار إحدى البوابات الرئيسية للحديقة ونقطة انطلاق إلى المشتل، وهو ما يجعله واجهة مهمة لاستقبال الزائرين والتعريف بعناصر الحديقة الطبيعية والثقافية والترفيهية، ونشاطاتها غير المحدودة، التي من أبرزها:
- عروض تفاعلية للتعريف بالحديقة وعناصرها.
- مسطحات مائية.
- شرفة واسعة بإطلالة مميزة على الحديقة.
- قاعة متعددة الاستخدامات.
- قاعة للاجتماعات وصالة للمعارض.
- المطاعم والمقاهي.
الخاتمة:
تعد حديقة الملك سلمان مشروعاً شاملاً للعديد من الجوانب البيئية والثقافية والرياضية والفنية والترفيهية، وقد جاءت حديقة الملك سلمان ضمن سلسلة من المشروعات النوعية، التي تهدف إلى تحويل الرياض إلى واحة خضراء، تتمتع بكل وسائل الرفاهية والحياة الصحية، ومن ضمن هذه المشروعات إضافة لمشروع الحديقة، مشروع الرياض الخضراء، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع الرياض آرت، وكل هذه المشروعات تبقى جزءاً من الطموح الكبير، الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه، وما زالت المملكة تعمل على المزيد من المشروعات المبهرة والإنجازات الكبرى، التي تجعلها في مكانة عالية لا تدانيها مكانة.

