مجلة اتجاهات الأثر الاجتماعي - العدد 4
خمسة دروس مستفادة من خمس سنوات عمل في الاستثمار الاجتماعي
كيف يمكن أن نستثمر في كل من الربح والأثر الاجتماعي في آن واحد؟ كيف يمكن أن نساعد المؤسسات أن تدمج الأثر الاجتماعي داخل أعمالهم التجارية؟ هذه الأسئلة الكبيرة هي ما نسعى للإجابة عليها في مؤسسة Nesta ونساعد المستثمرين في بريطانيا على هذا التوجه. خلال عملنا في السنوات الخمس الماضية، أصبح من المفيد تشاركها الآن معكم في ظل تصاعد الاستثمار الاجتماعي عالميا:
- أهمية التوفيق بين الربح والأثر، أفضل الاستثمارات الاجتماعية التي عملنا فيها حتى الآن هي وافقت بوضوح بين الربح التجاري والأثر الاجتماعي. في شركة Oomph كمثال التي تهدف إلى تحسين صحة وحياة كبار السن، يستخدمون هذا الأثر الاجتماعي كهدف استراتيجي، ويقيسون مدى تحقيقه إلى جانب قياس المبيعات.
- مخاطر تحقيق الأثر يرتبط بأكثر من بُعد، يهتم المستثمر عادة بمعايير تهمه في طبيعة الاستثمار ويفترض أن وجودها يخفض من مخاطر الاستثمار، وهذا صحيح. لكن وجدنا أن هناك أمورا لا تقل عنها في الأهمية وهي الكفاءات الإدارية والشخصية للفريق القيادي، وموقفهم تجاه تحقيق الأثر الاجتماعي نفسه ومدى اقتناعهم بذلك.
- تخصيص موارد لقياس الأثر، تبين تجاربنا أن قياس الأثر ليس بالأمر السهل، لذلك ينبغي التأكد أن المستثمر قد خصّص ما يلزم من موارد لقياس وإدارة الأثر الاجتماعي قبل بداية الاستثمار.
- تحدي محافظة التركيز على الأثر، وجدنا أن الاستثمار الاجتماعي كثيرا ما يفقد التركيز على تحقيق الأثر الاجتماعي الإيجابي بداعي خشيته على الاستدامة المالية، وهو كما وجدنا يعود إلى وجود استراتجية لا تتسم بما يكفي بالمرونة للتعديل على خطة العمل، وهو ما دفعنا لاحقا إلى وضع استراتيجيات مرنة نعدّل عليها كلما لزم الأمر بما يبقينا مركزين على الأثر الاجتماعي.
- تبني الأثر الاجتماعي في هيئة الاستثمار، سابقا كنا نخصص فردا في هيئة الاستثمار يكون مسؤولا عن توجيه الاستثمار ما أمكن لتحقيق الأثر الاجتماعي ويلوّح بالأثر في كل اجتماع. وجدنا لاحقا أن ذلك غير كاف، ولا بدّ من تبنِّ كامل اللجنة للأثر الاجتماعي، وتشارك الجميع في وضع أهدافه ومؤشراته وطرق قياسه.
في النهاية، يبقى هذا الإطار المقترح من الممارسات هو افتراضات بنيت على الخبرة ولم نثبتها علميا بعد، لذلك هي قيد التطوير والتشارك مع القارئ، نرحب بآرائكم حول هذه الممارسات المقترحة وتجاربكم في الاستثمار الاجتماعي.