مجلة اتجاهات الأثر الاجتماعي - العدد 4
كيف يختلف الاستثمار الاجتماعي عن القطاع الربحي والخيري
الاستثمار الاجتماعي كما تعرّفه الشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي هو الاستثمار بهدف إحداث أثر إيجابي اجتماعي وبيئي ، بالتوازي مع الحصول على عائد مالي. والمصطلح أصله في الإنكليزية Impact Investment أو Social Investment، وبعضهم يسميه أيضا Social Responsible Investment، لذا يمكن أيضا تعريبه بالقول إنه: الاستثمار في الأثر.
نميز في المشاريع كلا من الاستثمار الربحي التقليدي، والعمل الخيري على الطرف الآخر، وبينهما في الوسط الاستثمار الاجتماعي كما هو موضح في الشكل:
القيمة المالية هي أولا في الاستثمار التقليدي، وفي العمل الخيري القيمة الاجتماعية هي أولا، أما في الاستثمار الاجتماعي فكلاهما معا، وتختلف درجات الموازنة بين القيمة المالية والاجتماعية في الاستثمار الاجتماعي، فأحيانا يعطى العائد المالي الأولوية فيرغب المستثمر بربح مالي قريب من معدلات السوق، وأحيانا أخرى لا يمانع المستثمر بوجود خسارة جزئية شرط أن يكون هنالك عائد اجتماعي Social Return يغطي هذه الخسائر.
لهذا فإن الكثيرين من الخبراء والمستثمرين يعتبرون أن ممارسات الاستثمار الاجتماعي ما زالت في طور الإنضاج، وتكثر الدعوات إلى تعزيز ممارسات الاستثمار الاجتماعي ليحقق عائدات مالية مرتفعة وقريبة من معدلات السوق، ورفض فكرة وجود خسارة مادية، حتى وإن كان هناك عائد اجتماعي يغطي هذه الخسارة. وعلى العموم يعتبر الاستثمار الاجتماعي قطاعا استراتيجيا متصاعدا، يجمع بين مزايا القطاع الخاص والخيري، نوضح في الجدول الآتي مقارنة بين القطاعات الثلاثة من الاستثمار والإنفاق:
كما يتضح فإن الاستثمار الاجتماعي يجمع بين مزية الاستدامة المالية التي نجدها في القطاع الربحي لكنه يتجاهل نفع المجتمع وقد لا يبالي أيضا بضرره، وبين النفع الاجتماعي الذي نجده في القطاع الخيري، وبذات الوقت يواجه تحديات في الاستدامة المالية كونه يعتمد على المنح.
لذلك من المتوقع أن يتوجه كل من القطاع الخيري والربحي إلى الاستثمار الاجتماعي كما تشير الإحصائيات، فقد بينت 66٪ من المنظمات الخيرية أن الاستثمار الاجتماعي تحوّل إيجابي مهم في نموذج عملها[1]. وعلى الطرف الآخر أيضا، يعتبر 77٪ من الشركات الربحية أن الأثر الاجتماعي والمواطنة من الأولويات الهامة في توجهاتها الاستراتيجية[2].
فالاستثمار الاجتماعي على ما يبدو لم يعد مجرّد خيار أمام المستثمر كشكل من أشكال الاستثمار، بل أصبح توجها للمستثمرين والمانحين على حدّ سواء، فلا القطاع الربحي أصبح قادرا على العمل بمعزل عن المجتمع والبيئة، ولا القطاع الخيري أصبح قادرا على تحقيق الاستدامة والتصدي لتحديات العالم.