الابتكار الاجتماعي
منصة wave

مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 15

منصة wave

   فاطمة حمادة

الأرض، هذا الكوكب الذي نعيش عليه بات اليوم يعاني الكثير من الأزمات البيئية نتيجة الأنشطة البشرية الصناعية عليه، والتي تسببت بإلحاق الضرر للبحار والمحيطات، فباتت تعاني من مشاكل عديدة كنقص الثروات السمكية، وازدياد نسبة الحموضة في المياه، وارتفاع درجات حرارة المياه، والتلوث بسبب رمي مختلف الملوثات فيها، من مواد بلاستيكية، ومبيدات حشرية، ومنظفات، وأسمدة ومواد كيميائية، وغيرها من المشكلات التي تؤثر على التنوع البيولوجي وثروات البحار والمحيطات، فضلاً عن تأثيرها على الإنسان والبيئة المحيطة أيضاً.

ولحماية البحار والمحيطات والتي تشكل 70% من نسبة المياه على الكرة الأرضية[1] ظهرت العديد من المبادرات، والتي كانت من أبرزها مبادرة "ويف" (Wave) والتي أعلنت عنها صاحبة السمو الملكي الأميرة "ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود" بالتعاون مع وزارة الطاقة خلال المدة من ٢٤ إلى ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣م.

تم الإعلان عن هذه المبادرة خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، وقُدمت "ويف" (Wave) على أنها نتيجة تنسيق الجهود الدولية للتصحيح البيئي والتي تسعى إلى تسريع تعافي البحار، للمحافظة على البيئة البحرية والساحلية، وتأهيلها وحماية وإنماء كائناتها الفطرية، وتجديد ثراء المحيطات، نظراً للأهمية العظيمة للمحيطات والبحار في الحفاظ على التوازن المناخي في العالم، وتأثيرها الكبير على البيئة والاقتصاد العالمي.

 وأشارت المتحدثة باسم المبادرة إلى أن: "ويف"  تطمح إلى أن تُصبح مبادرة دولية، تجمع كل أصحاب العلاقة المعنيين من مختلف دول العالم، وذلك لأن التحديات التي تواجهها المحيطات، وتأثيرها على الحياة البشرية، لا تقتصر على دولة دون أخرى، وإنما هي تحديات يشترك العالم أجمع في مواجهتها، مشيرة إلى الدعم الذي تلقته المبادرة من الداخل السعودي ومن الخارج، والذي يعد خطوة بالغة الأهمية نحو توسيع شراكات المبادرة على المستوى الدولي، الأمر الذي يعكس التوجه الجاد في وضع الصحة البيئية ضمن أولوياتها.

ويظهر اليوم الاهتمام المتزايد تجاه إيجاد حلول لمعالجة تحديات تلوث المحيطات والبحار، نظراً لما تشكله من انعكاسات على الاقتصاد العالمي، إذ لا بد من وجود برامج ومبادرات توعوية عالمية تُعرّف العالم بطرق الحفاظ على المحيطات بشكلٍ يخلق التوازن بين حاجات التنمية للدول، وبين استدامة المحيطات، مثل: التوعية بإعادة تدوير المخلفات بدلاً من رميها في الأنهار والبحار بشكلٍ يؤدي إلى أضرار بيئية كبيرة ويقود إلى الإخلال بالتوازن البيئي في المحيطات، كما تكمن الفرصة الحقيقية لمثل هكذا مبادرات ليس فقط في حماية الحياة الفطرية البحرية، ولكن في التحول إلى بيئة متكاملة ومتناغمة.

وقد تم تحديد أولويات المبادرة على الشكل التالي:

• الحد من تلوث المحيطات.

• استعادة النظم البيئية البحرية والساحلية.

• الإدارة المستدامة لموارد المحيطات.

• النهوض بالحلول المناخية القائمة على المحيطات.

• قدرة المجتمعات الساحلية على الصمود.

وضمت المبادرة عدداً من الركائز الأساسية والتي تعتبر دعامة لنشاطاتها، نذكر منها:[2]

إقامة برامج إعادة تأهيل البيئات البحرية والساحلية في المملكة والمحافظة عليها، إلى جانب تفعيل الأيام العالمية المتعلقة بالبيئات البحرية والساحلية في المملكة.

بناء قاعدة معلومات وبيانات عالمية للمحيطات والبحار، لتسهيل البحث العلمي وسد فجوة البيانات في هذا المجال.

إطلاق حملات توعية عالمية، لرفع مستوى الوعي، وحشد الجهود لمعالجة التحديات المرتبطة بالمحيطات.

دفع جهود الابتكار ودعم الشركات الناشئة التي تهدف إلى إيجاد حلول ومعالجات للتحديات المتعلقة بالمحيطات، الأمر الذي سيعزز في تبني واستخدام التقنيات النظيفة.

خلق ترابط بين قادة الفكر حول العالم، وتعزيز أطر الشراكة من خلال عقد اللقاءات والمؤتمرات.

توفير المصادر، وربط الجهات والأفراد ذوي العلاقة من خلال مركز رقمي.

فيما يتعلق بمنهجية عمل المبادرة: تعمل "ويف" كمنصة عمل جماعية للجهات ذات العلاقة، حيث  تقوم بالربط بين مختلف الشركات والمؤسسات وجهات المصلحة من مختلف المناطق الجغرافية، من خلال مجموعة من البرامج التي أطلقتها بهدف التوعية بأهمية الموضوع الذي تسعى لتحقيقه.

في الختام، تعكس هذه المبادرة وغيرها من المبادرات حرص المملكة على الارتقاء بالأداء البيئي وتوازنه ورفع كفاءته وفق أفضل الممارسات العالمية بما يعزز رؤية المملكة 2030، من خلال إيجاد نظم بيئية مزدهرة ومستدامة في ظل التطلع إلى تعزيز نهج الإدارة المستدامة للنظم البيئية، وتعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي لها. 

 

شارك هذا المقال

تواصل معنا

نرحب بكافة استفساراتكم وتساؤلاتكم...