مشروعات الطاقة المتجددة في مصر: نحو مستقبل أكثر استدامة

بذلت جمهورية مصر العربية في السنوات الأخيرة جهوداً متنوعة ومختلفة في تعزيز استخدام موارد الطاقة المتجددة، وذلك جزء من استراتيجيتها لتحقيق رؤية مصر 2023، وتحقيق احتياجات البلاد من الطاقة، وتتميز جمهورية مصر العربية بمواردها الغنية والمتنوعة في مصادر الطاقة النظيفة.

الوضع الحالي للطاقة المتجددة في مصر

تتمتع جمهورية مصر العربية بموارد طبيعية هائلة، تشجع على توليد الطاقة المتجددة، مثل الشمس والرياح وحرارة باطن الأرض، وقد بدأت الحكومة المصرية في اتخاذ خطوات فعالة، لاستغلال هذه الموارد، من خلال إطلاق مشروعات كبيرة في مجالات الطاقة الشمسية والرياح، تتسم تلك المشروعات بالطابع الابتكاري والاستدامة، كما تلعب هذه المشروعات دوراً حاسماً في تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية للبلاد، وتعكس التزامها الراسخ بالتخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.

 أهمية استخدام الطاقة المتجددة في الدولة المصرية:

اعتماد جمهورية مصر العربية على استخدام الطاقة المتجددة يتيح مجموعة واسعة من الآثار الاقتصادية والبيئية الهامة، منها:

• تخفيض الانبعاثات الكربونية: إذ تساهم مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تقليل الانبعاثات الضارة الناتجة من استخدام الوقود الأحفوري على البيئة، مما يساهم في تحسين جودة الهواء والتربة وصحة المواطنين.
• تعزيز الاستقلال الطاقي: فبتنويع مصادر الطاقة، تحسن مصر استقلالها الطاقي، وتقلل الاعتماد على عناصر الوقود التقليدية.
• تحقيق أهداف التنمية المستدامة: تدعم مشروعات الطاقة المتجددة من فرص العمل والاستثمار في المجتمعات المحلية، مما ينعكس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق رؤية مصر 2030.

الجهود المصرية في مجال الطاقة الشمسية

أنظمة التسخين الشمسي الحراري للمياه

• يعد استغلال الطاقة الشمسية في تسخين المياه من التطبيقات الشائعة عالمياً، وذلك بغرض الحد من استهلاك الكهرباء وتوفير الوقود.
• يبلغ إجمالي المساحات المركبة في مصر من السخانات الشمسية أكثر من 3900 ألف م2.
• يقدر عدد الشركات المصرية العاملة في مجال تصنيع سخانات المياه الشمسية واستيرادها وتوزيعها وتركيبها بأكثر من 20 شركة.

 محطات قائمة للطاقة الشمسية في جمهورية مصر العربية

المحطة الشمسية الحرارية بالكريمات

• يعد المشروع أحد 3 مشروعات نفذت وشغلت على مستوى قارة أفريقيا في المغرب والجزائر ومصر، وتعتمد أساساً على ارتباط الدورة المركبة بالحقل الشمسي.
• تبلغ قدرة المشروع 140 م.و، منها 20 م.و مكون شمسي.
• بلغت نسبة التصنيع المحلي في المكون الشمسي نحو 50%.
• بدأ تشغيل المحطة تجارياً في 1/ 7/ 2011 .

 محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان

تقع محطة بنبان في صحراء أسوان، حيث تمثل نموذجاً بارزاً للاستثمار الحكومي في الطاقة الشمسية، يتمثل الهدف الرئيسي لمحطة بنبان في توليد الطاقة الكهربائية بطريقة صديقة للبيئة، حيث تستخدم الألواح الشمسية، التي تحول أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية بكفاءة عالية.

• يعمل مجمع بنبان الشمسي للخلايا الفوتو فولطية بقدرة 1465 ميجا وات.
• بلغ حجم الاستثمارات نحو 2.2 مليار دولار.
• يضم 32 شركة وتحالفاً.
• يقترن هذا المشروع بالعديد من المبادرات البيئية والاجتماعية، إذ وفر نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
• بدئ التشغيل التجاري للمحطة في أبريل 2018. "موقع رئاسة الجمهورية".

 محطة الخلايا الفوتو فولطية بكوم أمبو

بقدرة 26 ميجاوات بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية بدئ التشغيل التجاري للمحطة في فبراير 2020.

كما توجد العديد من المشروعات التي تعمل على تعزيز الطاقة الشمسية وإثرائها في مصر، منها:

• محطات خلايا فوتو فولطية موزعة متصلة بالشبكة بنظام صافي القياس بقدرة 100 ميجا وات.
• محطات خلايا فوتو فولطية لا مركزية منفصلة عن الشبكة بقدرة 32 ميجا وات.
• محطات تغذية كهربائية للمناطق والقرى والتجمعات غير المرتبطة بالشبكة الموحدة باستخدام الخلايا الفوتو فولطية بالتعاون مع الحكومة الإماراتية.
• محطات تحت الإعداد (أكثر من 1170 ميجا وات).
• مشروعات حكومية JICA بقدرة 120 ميجا وات.
• محطة خلايا فوتو فولطية بالغردقة بالتعاون مع الجايكا بقدرة 20 ميجا وات.
• محطة خلايا فوتو فولطية بالزعفرانة بالتعاون مع ال Kfw بقدرة 50 ميجا وات.
• محطة خلايا فوتو فولطية بكوم أمبو بالتعاون مع الصندوق العربي للتنمية بقدرة 50 ميجا وات.

الجهود المصرية في استخدام طاقة الرياح:

بجانب الاعتماد على الطاقة الشمسية، تعمل مصر على تعزيز مشروعات توليد الطاقة من الرياح، وذلك جزء من استراتيجيتها للطاقة المتجددة، تتميز منطقة زعفرانة في جنوب البلاد بإمكانيات كبيرة لتوليد طاقة الرياح، حيث تمتلك مصر موقعاً استراتيجياً يجعلها مكاناً مثالياً للاستثمار في هذا المجال، تمتلك مصر أحدث التقنيات والخبرات في تشغيل محطات طاقة الرياح، مما يساهم في زيادة قدرتها الإنتاجية وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.

أهم مشروعات طاقة الرياح في مصر:

مزرعة رياح الزعفرانة (545 ميجا وات)

تضم المزرعة 700 توربينة من طرازات مختلفة (600 ك.و - 660 ك.و - 850 ك.و).

نفذت هذه المحطة على عدة مراحل بدءاً من عام 2001، وذلك من خلال بروتوكولات تعاون حكومي مع كل من ألمانيا والدنمارك وإسبانيا واليابان.

مزرعة رياح جبل الزيت (580 ميجاوات)

تضم المزرعة 3 محطات هي:

• محطة رياح جبل الزيت (1) بقدرة 240 ميجا وات، بالتعاون مع بنك التعمير الألماني KfW وبنك الاستثمار الأوروبي EIB والمفوضية الأوروبية EU.
• محطة جبل الزيت (2) بقدرة 220 ميجا وات بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA.
• محطة جبل الزيت (3) بقدرة 120 ميجا وات بالتعاون مع الحكومة الإسبانية.

تحوي 290 توربينة رياح من طراز G80 (2 ميجا وات لكل توربينة).

 محطة رياح قطاع خاص بخليج السويس بقدرة (250 ميجا وات)

بنيت المحطة بنظام التملك والبناء والتشييد BOO عن طريق شركة راس غارب لطاقة الرياح، والتي تضم تحالف (إنجي الفرنسية - أوراسكوم المصرية - تويوتا اليابانية).

تعد أول محطة رياح مملوكة للقطاع الخاص في مصر، "موقع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة".

استراتيجية مصر المستقبلية

تسعى مصر لضمان استمرار النمو في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، إذ تعمل على دعم بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي، وإطلاق السياسات الداعمة للطاقة المتجددة، كما أنها تسعى لتطوير البحث العلمي والابتكار، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة.

الختام

تسير مصر على الطريق الصحيح نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة، وذلك جزء أساسي من استراتيجيتها الوطنية للطاقة، من خلال استغلال مواردها الطبيعية وتحسين البنية التحتية، يمكن لمصر أن تصبح واحدة من أهم دول المنطقة في هذا المجال على مستوى المنطقة، مما يعزز من تنمية اقتصادها، ويحسن من جودة حياة مواطنيها في الوقت ذاته.