مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 1
التفكير التصميمي في الابتكار الاجتماعي
في العقود الأخيرة أصبحت الأسواق غارقة بالمنتجات والخدمات، حتى إننا قد نجد للمنتج الواحد العديدَ من الإصدارات من علامات تجارية متنوعة، مع بعض الفروقات في المزايا الإضافية، وشريحة الأسعار.
هذا من شأنه أن يجعل فرص كسب حصة سوقية لأي منتج جديد أو أي خدمة جديدة ضعيفةً جدًا، فمن أجل أن تقدم منتجًا يحمل ميزة تنافسية لابد من تصميم المنتج بطريقة مختلفة. وهذا ما أدركتْه شركة (IDEO) التي تعمل في مجال ابتكار المنتجات والخدمات، حيث اقترحت التفكير التصميمي – كمنهج ابتكار حلول تتمركز حول الإنسان، بحيث يقدم حلولًا مرغوبة من وجهة نظر المستخدم، وقابلة للتطبيق تقنيًا، ومجديةً اقتصاديًا ومستدامة.
اعتبرت شركة (IDEO) التفكير التصميمي منهجًا بديلًا عن الممارسات التقليدية في حل المشكلات التي كان يتبعها العاملون في مجال التطوير الاجتماعي، الذين يسعَوْن إلى التأثير في العالم من خلال ابتكار الحلول.
فما هو التفكير التصميمي؟
التفكير التصميمي منهجٌ إبداعيٌّ لحلّ المشكلات، يبدأ بالتعاطف مع المستخدمين الذين نصمم لهم الحلول، وذلك لتحديد احتياجاتهم، ثم توليد الكثير من الأفكار، وبناء عدد من النماذج الأولية لتجربة تلك الأفكار، ثم التطوير عليها وإطلاقها إلى العالم.
تتميّز حلول التفكير التصميمي بأنها:
- مرغوبةٌ من قِبَل المستخدمين.
- قابلةٌ للتنفيذ.
- مُجدِيَة اقتصاديًا ومُستدامة.
بماذا يُستخدم التفكير التصميميّ؟
يعتبر التفكير التصميميّ عمليّة منهجيّة؛ يتم من خلالها تصميم الحلول المتنوّعة. على سبيل المثال:
العقلية الابتكارية
تُعرّف العقلية بأنها الأفكار والمواقف التي يتبناها الشخص عند التعامل مع حالةٍ ما.
وبما أن التفكير التصميمي منهجيةٌ ترتكز حول الإنسان في تصميم الحلول، وتتطلب التعاطف، والتعاون، والإيجابية، والتجريب والتطوير مرارًا وتكرارًا، فمن الضروري التحلي بالعقلية الابتكارية والتي من مزاياها:
- الثقة الإبداعية: تعزز إيماننا بقدرتنا على الوصول إلى أفكار خلاقة، وتحويلها إلى حلول حقيقية.
- تقبُّل الغموض: يدفعنا للبحث عن أفكار جديدة، والوصول لحلول غير متوقعة.
- التقاؤل والإيجابية: أمران آساسيان عند مواجهة التحديات، إذ ينبغي الإقرار بوجود حل أفضل للمشكلة.
- التعاطف: صفة أساسية في العقلية الابتكارية لأنه يساعد على فهم احتياجات المستخدم، والوصول إلى حل يُحَسّنُ حياته.
- تجربة الحل: من خلال النماذج الأولية. لاختباره مع المستخدم، يضمن لنا الوصول إلى حل يلبي احتياجات المستخدمين.
- التعلم من الفشل: يعني أن لا نعتبر عدم الوصول إلى الحل، فشل، وإنما هو تجارب تتعلم من خلالها.
- التكرار: وتطوير النموذج، وإعادة تجريب الحل يضمن الوصول لحل أفضل.
مراحل عملية التفكير التصميمي
تتضمن عملية التفكير التصميمي ثلاثَ مراحل: الإلهام، التصُّور، والتنفيذ.
في مرحلة الإلهام
إن إيجاد حلول ترتكز حول الإنسان، يبدأ بالفهم العميق لاحتياجات المستخدمين. مما يتطلب الانخراط في حياة المستخدمين، لنأخذ منهم الأفكار الملهمة التي تساعدنا على الوصول لأفضل الحلول.
في مرحلة التصور
بعد تحديد احتياج المستخدم، نجري عصفًا ذهنيًا لتوليد أكبر عدد ممكن من الأفكار، واختيار الأفضل منها، ولنضمن فعالية الأفكار يجب علينا إعداد النماذج الأولية لاختبار تلك الأفكار مع المستخدمين.
في مرحلة التنفيذ
بعد اختبار الحل، نصمم نموذجَ عملٍ يضمن استدامةَ التصميم وتوسيعَ نطاق أثره. خاصة وأن الحل قد أخذ بالاعتبار احتياجات المستخدمين، في عملية التصميم، وتم اختباره وتحسينه مرارًا.