مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 5
المصمم الذكي
يقول أندرو بولين (من طلاب ماجستير إدارة الأعمال في كلية ""ESADE في إسبانيا): "إن الشركات الإبداعية بدأت تكافئ أولئك الذين تلقوا تعليماً في مجال إدارة الأعمال".
ويشهد التفكير التصميمي نوعاً من الازدهار، وتناقش منشورات مثل صحيفة وول ستريت وحتى مجلة الإيكونوميست أن هذا النهج يمكن أن يجعل المنتجات والخدمات أكثر سهولة.
إذاً ما هو التفكير التصميمي؟ يقول برايان تشيسكي (رئيس موقع "Airbnb" الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن عبر الإنترنت): "يتعلق التفكير التصميمي بالبدء بالتجربة المثالية ثم العمل على نحو أدنى"، والمثال البسيط على ذلك هو قرار ستيف جوبز بأن يكون لجهاز الآيباد حواف منحنية بحيث يسهل أخذه من على الطاولة. لكن جمال مبدأ تشيسكي هو أنه جعل هذا الأمر من الممكن تطبيقه على كل شيء تقريباً. وتدّعي مجموعة واسعة من الشركات الانتهازية أنها تمارس التفكير التصميمي، لكنّ هذه الشركات التي تشارك في أنشطة مختلفة مثل العلامات التجارية والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية وتطوير المنتجات وإدارة الأحداث تزعم فقط أنها تشترك في المبدأ.
وأثناء دراستي في ماجستير إدارة الأعمال، صادفتُ شركة كلارو "Claro Partners" عدة مرات، وهي شركة استشارية متخصصة في الابتكار في برشلونة تتألف من علماء الأثنوجرافيا والأنثروبولوجيا والمصممين ومستشاري الإدارة التقليديين، ومكتبُها مليء بأوراق الملاحظات اللاصقة والجدران مغطاة بألواح بيضاء كُتبت عليها الأفكار. وقد عمل أحد مشاريعهم في طريقة تكييف نماذج "الاستخدام وليس الامتلاك" في مخططات مشاركة الدراجات وخدمات المحتوى عند الطلب مع الصناعات الأخرى، كما عمل مشروعٌ آخر في قيمة البيانات الشخصية للأفراد.
ويُعتبر طلاب ماجستير إدارة الأعمال قيّمين لشركة مثل هذه، وذلك لأن لديهم الأدوات اللازمة لتنفيذ الأفكار الإبداعية، مما يساعد على إكمال ما يُعرف في المصطلحات باسم "ثلاثية الابتكار" المتمثلة في الرغبة البشرية والإمكانية التقنية وقدرة الشركة على مواصلة أعمالها التجارية. وعلى الرغم من أن مهارات العمل لدينا هي التي تحظى بالتقدير الأكبر، إلا أن أولئك الذين لديهم خبرة في المجالات الإبداعية أو تصميم المنتجات أو أبحاث المستهلك غالباً ما يكونون الأفضل.
وتقوم كلية إدارة الأعمال ""ESADE في برشلونة التي درستُ فيها، بدمج التفكير التصميمي في مناهجها وبرامجها استشعاراً منها للفرصة، وهي ليست الوحيدة التي فعلت ذلك، حيث تقدم مدارس الفنون والتصميم أكثر فأكثر برامج ماجستير إدارة الأعمال. فقد حصل براندون شاور، مثلاً، رئيس شركة "Adaptive Path" للاستشارات التصميمية على شهادتين: الأولى في إدارة الأعمال، فيما كانت الثانية هي ماجستير في التصميم من معهد إلينوي للتكنولوجيا. وعندما أنشأت جامعة جونز هوبكنز برنامج ماجستير إدارة الأعمال، حرصت على تضمين خيار الحصول على شهادة مزدوجة وهي الماجستير في التصميم وماجستير إدارة الأعمال، وذلك بالاشتراك مع كلية الفنون التابعة لمعهد ماريلاند.
وفي وقتٍ سابقٍ، استضافت كلية "ESADE" لإدارة الأعمال مؤتمراً شرح فيه الممارسون عملية التفكير التصميمي وقادوا الحضور من خلال ورش عمل في مجالات مختلفة. وتقدم كلية ESADE"" أيضاً دورة تدريبية حول إدارة الابتكار وتقوم بتعزيز علاقات التوظيف مع شركات الابتكار مثل شركة كلارو وسمارت ديزاين وشركة استشارات "A Piece of Pie" العالمية في مجال الابتكار والاستراتيجية، والتراث الإبداعي لبرشلونة -الذي كان في يوم من الأيام موطناً لغاودي ودالي وبيكاسو- يجعل التصميم ملائماً عاطفياً.