مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 5
قراءة في مؤشر الوعي بممارسات التفكير التصميمي لدى الطلبة الجامعيين في العالم العربي
تعتمد منهجية التفكير التصميمي على تصميم الحلول التي تحمل عمقاً تعاطفياً، إلى جانب كونها عملية، وقابلة للتطبيق، ومجدية اقتصادياً.
ويعرّف تيم بروان المدير التنفيذي لشركة (IDEO) التفكير التصميمي بأنه: "نهج إبداعي لحل المشكلات، يبدأ مع المستخدمين الذين نصمم الحلول لهم، وينتهي بحلول جديدة تم ابتكارها خصيصاً بحيث تتناسب مع احتياجاتهم".
وقد تم بناء مؤشر الوعي بممارسات التفكير التصميمي بمساعدة مختصين وخبراء في منهجية التفكير التصميمي لرصد مستوى الوعي لدى الطلبة الجامعيين، ليس فقط بالتفكير التصميمي ومفاهيمه، وإنما بممارساته أيضاً. ولذلك جاءت هيكلية المؤشر على قسمين:
- الإلمام بمعارف التفكير التصميمي ومفاهيمه.
- تطبيق ممارسات التفكير التصميمي.
وذلك من خلال استبانة تتضمن أسئلة حول مفاهيم التفكير التصميمي، وعبارات تمثل كل عبارة منها إحدى ممارسات التفكير التصميمي. ولضمان جودة البيانات، وموثوقيتها تم تطبيق اختبار ألفا – كرو نباخ، والذي كانت قيمته 0.84 وهي قريبة من الرقم واحد، الأمر الذي يدل على صدق وثبات الاستبانة.
فبلغ حجم العينة المستخدمة في الدراسة 238 طالب وطالبة من جامعات مختلفة، موزعين بشكل متفاوت على معظم الدول العربية كما يظهر الشكل التالي:
وتم جمع البيانات على هامش مؤتمر التفكير التصميمي الأول في العالم العربي والذي عقد في 11 و12 نوفمبر من العام الحالي 2021، فجُمعت العينة من الطلاب المهتمين بالتفكير التصميمي ولديهم شغف حول كيفية استخدام منهجيته في دراستهم وفي حياتهم المهنية.
ولقد جاءت نتائج المؤشر على النحو التالي:
- 47٪ ليس لديهم تصوّر حول تصميم حل أو مشروع.
- معرفة الطلاب بمفاهيم التفكير التصميمي هي معرفة متفرقة وسطحية في بعض الأحيان، وتحتاج إلى صقل من خلال ربط المفاهيم ببعضها البعض لتنتج منهجية متكاملة تسمى "منهجية التفكير التصميمي".
- 61٪ من ممارسات التفكير التصميمي يقوم الطلاب بتطبيقها بشكل كامل.
- 35٪ من الممارسات يطبقها الطلاب بشكل جزئي.
- 4٪ من ممارسات التفكير التصميمي يصعب على الطلاب تطبيقها، كبناء النماذج الأولية التي تحتاج لمهارات وتقنيات، فربما ليس لديهم وعي أو معرفة بها، وهذا يدل على أن الطلاب يقومون بممارسات التفكير التصميمي، ولكن بشكل غير واعٍ، وبدون منهجية واضحة في التطبيق.
لاحظنا من خلال نتائج المؤشر أنّ الطلاب عندما يقومون بتصميم حل/ مشروع ما فإن:
- 53٪ منهم يفكرون بالمستخدم النهائي لمنتجهم أو خدمتهم.
- 87٪ منهم يركزون على فكرة المشروع.
وبالتالي فإن هذا يدل على وجود تفاوت في معرفة مفاهيم التفكير التصميمي ومنهجيته.
- 24٪ فقط من الطلبة الجامعيين الذين تم مقابلتهم "لديهم معرفة جيدة" بالتفكير التصميمي.
- يمارس الطلاب 61٪ من ممارسات التفكير التصميمي دون معرفتهم أنها تندرج تحت مظلة التفكير التصميمي.
بناء على نتائج المؤشر جاءت توصيات الدراسة على النحو التالي:
- نشر ثقافة التفكير التصميمي والابتكار من خلال دعم الأعمال العلمية والملتقيات والمؤتمرات والأنشطة التفاعلية في المجتمعات العربية.
- إعداد برامج وحلول متنوعة لبناء قدرات العاملين في مجال تصميم الحلول.
- توفير موارد وأساليب وبرامج وأنشطة لممارسات التفكير التصميمي عند طلاب المدارس والمعلمين والبيئة التعليمية.
- إعداد دراسات علمية تتعلق بالتفكير التصميمي تؤصل لمفهوم التفكير التصميمي وكيفية تطبيقه والاستفادة منه في كافة القطاعات الطبية والهندسية.
- تقديم الدعم اللازم لتفعيل التفكير التصميمي داخل الجامعات من خلال إنشاء مختبرات تفكير تصميمي داخل الجامعات، وبناء قدرات فرق العمل فيها.
- توسيع تطبيقات التفكير التصميمي في النطاقات الحية (البيئة – الصحة – التعليم – التحديات الاجتماعية).
- تبني ممارسات التفكير التصميمي في المجالات الخيرية والاجتماعية وتقديم الدعم اللازم لذلك.
- تصميم مبادرات خيرية واجتماعية قائمة على فهم احتياجات وتحديات المستفيدين من منهجية التفكير التصميمي.
- تطبيق ممارسات منهجية التفكير التصميمي في بناء الاستراتيجية والعمليات المؤسسية.
- تفعيل استخدام التفكير التصميمي في مجال تصميم المنتجات والخدمات.
- تعزيز ثقافة التفكير التصميمي في المشاريع الناشئة والريادية.
- تبني صناع القرار لمنهجية التفكير التصميمي في مواجهة التحديات وتوجيه الدعم اللازم لدمج الممارسات في السياسات العامة.