الابتكار الاجتماعي
قراءة في كتاب "التفكير التصميمي للابتكار الاجتماعي"

مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 5

قراءة في كتاب "التفكير التصميمي للابتكار الاجتماعي"

   سارة سلطان

تتسارع المتغيرات في المجتمعات مما يؤدي إلى ظهور تحديات جديدة وغير مسبوقة، وتتطلب التحديات الجديدة منهجيات جديدة في التعامل معها. 

يعتمد التفكير التصميمي في منهجيته بشكل أساسي على البصائر العميقة التي يتم التوصل إليها عبر الانخراط في حياة المستفيد، والتعاطف معه، وبناء النماذج الأولية السريعة للحلول، والتي تهدف -بمجملها- للذهاب إلى ما هو أبعد من الافتراضات التي تحجب الحلول الفعالة.

كما يضع التفكير التصميمي احتياجات الفئة المستهدفة في صلب عملية تصميم الحلول. فكيف نشأ التفكير التصميمي؟ وكيف يعمل؟

التفكير التصميمي:

يعرّف تيم بروان المدير التنفيذي لشركة آيديو التفكيرَ التصميمي بأنه: "نهجٌ إبداعي لحل المشكلات، يبدأ مع المستخدمين الذين نصمم الحلول لهم، وينتهي بحلولٍ جديدةٍ تم ابتكارها خصيصاً بحيث تتناسب مع احتياجاتهم، فإنه الاعتقاد بأننا يمكن أن نحدث فرقاً، وأن نجري عمليةً مدروسةً من أجل الحصول على الحلول الجديدة ذات الصلة، التي تخلق تأثيراً إيجابياً. فالتفكير التصميمي يمنحك الثقة في قدراتك الإبداعية، وهو طريقةٌ فعّالةٌ لتحويل التحديات الصعبة إلى فرصٍ للتصميم".

التفكير التصميمي للابتكار الاجتماعي:

لقد انتهت أيام ابتكار البرامج والمنتجات والخدمات العامة الفضفاضة وتقديمها للعالم، وهذا ما أدركته (IDEO) فعلاً، حيث اقترحت التفكير التصميمي كمنهجٍ بديلٍ لابتكار حلولٍ تتمركز حول الإنسان، حيث يقدم حلولاً مرغوبةً من وجهة نظر المستفيد، وقابلةً للتطبيق تقنياً، ومجديةً اقتصادياً، ومستدامةً مالياً واجتماعياً للعاملين في مجال التطوير الاجتماعي، الذين يسعون إلى التأثير في العالم من خلال ابتكار الحلول.

وتَستَخدم العديد من المشاريع الاجتماعية بشكلٍ تلقائي بعض مزايا التفكير التصميمي، ولكن أغلبها يتخلى عن هذا النهج كوسيلةٍ لحل المشكلات التقليدية، فإن هناك عوائقاً لاعتماد التفكير التصميمي في المنظمات، فقد لا يتم تبني هذا النهج من قبل المؤسسة بأكملها، أو لربما تفشل المنظمة في الموازنة بين وجهات نظر المستخدمين، إلا إن أكبر عوائق اعتماد التفكير التصميمي هو الخوف من الفشل. فكيف سنضمن النجاح؟

ثلاثة أسبابٍ تجعل التفكير التصميمي منهجاً مهماً لابتكار حلولٍ للمجتمع:

1. التمركز حول المستفيد:

ينخرط أصحاب التفكير التصميمي في بيئة المستخدم، إذ يراقبونه ويتعاطفون معه ويعتبرونه مصدر الإلهام الأول، آخذين بعين الاعتبار ما نسميه بالتيارات المتطرفة، تلك الأماكن حيث يعيش المتطرفون ويفكرون ويستهلكون بشكلٍ مختلفٍ. وإن اعتماد المصممين على المستفيدين -بمن فيهم المتطرفين- يضمن أخذ جميع الاحتياجات بعين الاعتبار، وبالتالي ضمان نجاح الحلول.

2. تجريب الحلول:

إن أكبر عوائق اعتماد التفكير التصميمي هو الخوف من الفشل، ولكن عندما يتم تجريب الحلول واكتشاف فشلها في وقتٍ مبكرٍ قبل إطلاقها في الأسواق، فإننا نتجنب المغامرة بتكاليف عاليةٍ قبل ضمان جدوى الحلول، لذلك لن يكون هناك خسائرٌ وإنما تصبح تلك النماذج مصدراً للتعلم، فقد يكون من الصعب القبول بهذه الفكرة، ولكن ثقافة تصميم الأفكار النابضة بالحياة ستشجع النماذج الأولية -السريعة، والرخيصة، والبسيطة- كجزءٍ من طريقةٍ إبداعية، وليس فقط كطريقةٍ للتحقق من الأفكار النهائية.

3. تجاور الحدود بين القطاعات:

تستخدم المنظمات التفكير التصميمي لحل المشكلات الاجتماعية، لأنه يتجاوز الحدود بين القطاعات العامة، والربحية، وغير الربحية.

مراحل عملية التفكير التصميمي:

بعد أن عَرَفنا التفكير التصميمي ومدى أهميته في مجال تصميم حلولٍ للتحديات المجتمعية، ننتقل الآن إلى التعرف على مراحل عملية التفكير التصميمي الثلاثة: الإلهام، التصور، والتنفيذ. فهذه المراحل تضمن للقيادات الاجتماعية أن يكون الحل ناجحاً لأنهم وعبر المراحل الثلاثة يضعون المستفيدين من التصميم في قلب عملية التصميم.

أولاً: مرحلة الإلهام

وتتضمن تحديد التحدي، وإعداد منهجية البحث.

والتحدي هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأطر التي تعطي فريق المشروع نقطةً محددةً للبدء منها، وكما أن الافتراض ليس مماثلاً للواقع، فالتحدي أيضاً ليس مجرد مجموعةٍ من التعليمات، أو محاولة لإجابة على السؤال قبل طرحه، وإنما هو مركبٌ جيدٌ يسمح بالصدف وعدم القدرة على التنبؤ وبنزواتٍ متقلبةٍ. إنه عالمٌ الإبداع الذي يخترقه نشوء الأفكار.

فحالما يتم تحديد التحدي، يأتي دور فريق التصميم في اكتشاف احتياجات الناس. وتعتبر أهم الطرق التقليدية للقيام بذلك مجموعات التركيز والاستطلاعات، ونادراً ما تحصد بصائر هامةً، ففي أغلب الحالات تسأل هذه التقنيات الناس ببساطةٍ ماذا يريدون؟ وهنا قد يكون البحث التقليدي مفيداً للإشارة إلى التحسينات الإضافية، لكنه لا يقودنا عادةً إلى نمط الابتكارات الذي يجعلنا نحك رؤوسنا ونتساءل: لماذا لم يفكر أحدٌ بهذا من قبل؟

ويقول (Henry Ford): "لو كنت قد سألت الناس: ماذا تريدون؟ لقالوا لي: نريد حصاناً سريعاً"... (أي، بدلا من أن يقولوا: نريد أن نصل بسرعة)، فرغم أن الناس غالباً لا يستطيعون إخبارنا ما هي احتياجاتهم؟ إلا أن سلوكياتهم الواقعية يمكنها أن تزودنا بدلائل مهمةٍ حول مدى حاجاتهم غير الملباة.

وإن نقطة البداية الأفضل، هي الانطلاق نحو العالم ومراقبة تجارب وسلوكيات المستفيدين في حياتهم اليومية، ليصبح أصحاب التفكير التصميمي جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس الذين يصممون من أجلهم.

الخطوة 1: تحديد التحدي

وفي هذه الخطوة تجتمع القيادات الاجتماعية المهتمة بالتحدي لتُمضي بعض الوقت في تشكيل فريق عملٍ، والبدء في تحديد التحدي التصميمي الذي سيتم العمل عليه بدقةٍ، ومن ثم يقومون بابتكار فهمٍ مشتركٍ لما سيعملون عليه، وذلك من خلال:

  • جمع الأفكار المتعلقة بالتحدي الذي قام الفريق بتحديده، وتدوينها ومناقشتها.
  • استعراض المعلومات التي يعرفها الفريق عن التحدي، وتشاركها فيما بينهم.
  • تحديد المعلومات التي لا يعرفونها ويرغبون بمعرفتها مع مراعاة تبنّي عقلية المبتدئ، وتجنب الافتراضات الشخصية.
  • استعراض القيود أو الحواجز التي قد تحوْل دون مواجهة التحدي التصميمي، ومناقشة كيفية التغلب عليها.

فتبدأ كل عملية تصميمٍ بمشكلةٍ محدّدةٍ أو مقصودةٍ يتم التوجّه إليها، وهذا يسمّى التحدّي الذي يحتاج إلى تصميمٍ. وفي خطوة تحديد التحدي نحن نبحث عن الاحتياج.

الاحتياج: هو شيءٌ ما لا تلبيه الحلول أو المنتجات أو العمليات التقليدية الحالية، وقد يكون الاحتياج جسدياً أو عاطفياً أو لوجيستياً أو ثقافياً، وقد يكون مسألة طموحٍ بالنسبة للمستخدم (أمرٌ يطمح إليه، أو يحلم به، أو مصدرٌ يسبب له الألم).

بعد تحديد التحدي قُم بما يلي:

  • اجمع الأفكار التي تتعلق بالتحدي، محاولاً صقل الفكرة قدر المستطاع.
  • استعرض ما تعرفه مسبقاً عن التحدي ليتم البناء على الأفكار.
  • حدد ما لا تعرفه من أفكارٍ حول التحدي وترى أنه من الضروري معرفته، وتذكر ضرورة تبني عقلية المبتدئ.
  • استعرض القيود أو الحواجز التي قد تمنعك من مواجهة التحدي التصميمي.

الخطوة 2: التخطيط لمنهجية البحث

تعتبر عملية البحث بمثابة وقود الأفكار. وخلال مرحلة الإلهام ينبغي التخطيط لأنشطة البحث للحصول على أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات من الفئة التي تقوم بالتصميم لها لاستكشاف حالاتٍ غير مألوفة، ويتطلب التفكير التصميمي الخروج إلى المجتمع ومقابلة المستفيدين والانخراط في حياتهم، لمشاركتهم شعورهم وكسب ثقتهم.

أولاً: مراقبة المستفيدين: من خلال الانخراط في عالم المستفيد ومراقبته يمكننا التوصل إلى الكثير من الأفكار الملهمة التي ستساعدنا على توليد الحلول.

إرشادات هامة:

  • لتلاحظ كمحترف راقب ما يلي:

- محبطات المستفيد، ومحفزاته، وما يهتم به.

- العادات الروتينية والأنماط الخاصة بالمستفيد.

- الأمور اللافتة للانتباه.

  • لملاحظات أكثر دقة راقب ما يلي:

- الأفعال والأقوال والبيئة المحيطة.

- الأشياء التي يقومون بها للتأقلم، والأشياء التي يستخدمونها.

ثانياً: مقابلة المستفيدين: يقوم فريق التصميم بإجراء المقابلات مع كل من المستخدمين والخبراء.

إرشادات هامة:

  • قبل أن تذهب إلى المقابلة الأولى مع المستخدم، أنت تحتاج إلى إعدادٍ وتحديد الموضوعات الأوسع التي تريد استكشافها، ثم صقل الأسئلة بمجرد فهم الموضوعات الأوسع.
  • من خلال النظر في المثال لدينا ثلاثة مواضيع انبثقت من السؤال الأولي.

- مجموعةٌ من الأسئلة تركز على التجربة خطوةً بخطوة.

- مجموعةٌ من الأسئلة تركز على عادات الإنفاق لدى المستخدم.

- مجموعةٌ من الأسئلة تركز على الحالة المالية للمستخدم وعملية صنع القرار. 

- يمكنك بعد ذلك فصل كل مجموعةٍ، والتعمق أكثر فأكثر وصقل أسئلتك.

ثانياً: مرحلة التصوُّر

بعد أن نقوم في المرحلة الأولى بتحديد التحدي الذي سيتم العمل عليه، وإعداد منهجية البحث الميداني من أجل مقابلة المستفيدين وأصحاب الخبرات، والحصول على الأفكار الملهمة التي سنرتكز عليها اليوم في عملية تصميم الحلول، سنقوم في مرحلة التصور بتثبيت أهم الأفكار الملهمة واستثمارها في توليد الحلول عبر عملية العصف الذهني. وبعد الانتهاء من العصف الذهني، سيتم اختيار أهم الأفكار التي تم التوصل إليها، من أجل اختبارها وتجريبها عبر بناء النماذج الأولية، وتلقي التغذية الراجعة من المستفيدين.

يتم من خلال التصور تشكيل معنىً لما تم تعلّمه من البحث التصميمي، حيث تساعد الأفكار التي تم جمعها على تحديد الفرص المتاحة لتصميمٍ متمايزٍ، ومن ثم يتم إجراء العصف الذهني للكثير من الأفكار الجديدة، والإعداد لبناء نماذج من أجل اختبار هذه المفاهيم. وإن الاستمرار في اختبار وتكرار الأفكار سيساعد على تشكيل حلٍ أكثر فعَّاليةً وأكثر ابتكاراً.

وبعد قضاء بعض الوقت في المراقبة الميدانية وإجراء البحث التصميمي، ينتقل الفريق إلى عملية التوليف، والتي يتم فيها استخلاص ما شاهدوه وسمعوه، ليتحول إلى بصائر يمكنها أن تقود إلى حلولٍ أو فرصٍ من أجل التغيير، حيث تساعد هذه الطريقة على مضاعفة الاختيارات لابتكار خياراتٍ وبصائر مختلفةٍ حول سلوك الإنسان، لتستثمر هذه البصائر في اختبار الأفكار المتنافسة مع بعضها البعض، وغالباً ما تكون المخرجات أشد جرأةً وأكثر إقناعاً.

خطوات مرحلة التصور:

تتكون عملية التصور من خطوتين هما: توليد الأفكار ثم بناء النماذج الأولية.

الخطوة 1: توليد الأفكار

تتكون عملية توليد الأفكار من الخطوات التالية:

1. ثبٌت المعلومات:

  • قُم بإعداد مساحةٍ لتصنيف المعلومات: ينبغي من البداية استخدام أوراق الملاحظات وأقلام التلوين، ووضع ورقةٍ كبيرةٍ لإلصاق الأوراق التي تحتوي على المعلومات على الحائط.
  • صنف المعارف: بعد عدة أيامٍ من عملية البحث في مرحلة الإلهام، تظهر كميةٌ كبيرةٌ من الملاحظات والصور والانطباعات والاقتباسات. في هذه المرحلة ستقوم بتدوين المعلومات التي استنتجتها على ورق الملاحظات، حيث ستخصص بعض الوقت لكل فردٍ كنت قد اجتمعت به وكل مكانٍ قمت بزيارته، مع مراعاة توخي الدقة ومناقشة ما حدث بالفعل، وأن تعيد النظر في الملاحظات التي أخذتها أثناء البحث، كما يمكنك طباعه بعض الصور التي التقطتها واستخدامها لتوضيح القصص.
  • شارك القصص الملهمة: بعد أن رتبت المعلومات، ستقوم برواية القصص الأكثر إلحاحاً في مجال عملك، مع مراعاة الالتزام بالنزاهة ونقل ما حدث بالفعل، واستخدام الصور والرسومات للمزيد من الدقة في الوصف، حيث تقوم بتقديم تقريرٍ عن: من، ماذا، متى، أين، لماذا، وكيف، ومع من تحاورت؟ ثم ستقوم بتبادل القصص الملهمة مع الفريق. والهدف من ذلك إعداد مستودعٍ من القصص للفريق للاستفادة منها في توليد الحلول.

2. حدد الموضوعات:

  • جمٌع المعلومات ذات الصلة مع بعضها البعض: للبدء بالبحث عن المعنى في كل ما كنت قد اكتشفته خلال بحثك الميداني، يمكنك القيام بتصنيف الموضوعات إلى فئاتٍ، ومن ثم البحث عن الأدلة حول أهمية المعلومات. هل هناك مشكلةٌ سُمعت مراراً؟ هل هناك تحدٍ اتفق الجميع عليه؟
  • حدد الموضوعات: يساعد تحديد الموضوعات وتسميتها بشكلٍ فعَّال في تشكيل سؤال "كيف يمكننا أن...؟"، كأن تقوم بتسمية المجموعات التي لديك، مثلاً "الوصول إلى رأس المال" أو "مشكلات التوزيع". وهنا ينبغي الاستمرار في فرز وإعادة ترتيب المعلومات حتى تمثل الموضوعات البحث المطلوب بدقةٍ، وحتى يتم التأكد من عدم وجود مواضيع رئيسيةٍ مفقودةٍ.

3. شكّل البصائر:

يقول (MARCEL PROUST): "الرحلة الحقيقية للاكتشاف لا تكون في السعي لرؤية أماكن جديدةٍ، وإنما بالنّظر إلى نفس الأماكن بعيون ٍجديدةٍ". بعد مراقبة ما يفعل المستفيد ننتقل إلى استنتاج سبب قيامه بذلك، وهذا ما يسمى بتشكيل البصائر، فإنه عملية الانتقال مما شاهدناه فعلاً، إلى استنتاج أهم الدروس المتعلمة مما شاهدناه.

  • حوّل الموضوعات إلى "بصائر": ستقوم بعد ذلك مع الفريق بإلقاء نظرةٍ فاحصةٍ على الموضوعات التي تم تحديدها، بالإضافة إلى القصص التي تدعم هذه الموضوعات. بعد ذلك، يتم تحويل كل موضوعٍ إلى جملةٍ، على سبيل المثال: "ليس هناك حافزٌ مادي للموزعين لتزويد القرية بالفاكهة". وقد يؤدي كل موضوعٍ إلى بصائر متعددةٍ.
  • أعد النظر في التحدي: ستعود هنا للتحدي الذي حددته في مرحلة الإلهام لترى كيف ترتبط بيانات البصيرة الجديدة به؟ كما ستعمل على تضييق البصائر بحيث تكون هناك ثلاث بصائر هي الأكثر صلةً بالتحدي الأصلي.
  • اكتب عبارات البصائر: ستقوم أخيراً بمراجعة الصياغة لضمان وصول البصيرة بالشكل الأمثل، بحيث تكوّن جملةً قصيرةً تنقل الشعور بمنظورٍ جديدٍ أو إمكانيةٍ جديدةٍ، وقد يكون من المجدي استشارة شخصٍ من خارج الفريق حول البصيرة.

4. ابتكر أسئلة "كيف يمكننا أن...؟"

  • أطّر البصائر على شكل أسئلةٍ: خلال هذه الخطوة، ستقوم بابتكار الأسئلة التي ستبنى على البصائر التي ابتكرتها مع الفريق، إذ يجب أن تبدأ كل عبارةٍ بـ "كيف يمكننا أن...؟" كما لو أنها مبادرةٌ للاقتراحات والاستكشاف، وستقوم بتوليد أسئلةٍ متعددةٍ لكل بصيرةٍ، ثم تكتبها بوضوحٍ، وبساطةٍ، وبلغةٍ موجزةٍ.
  • وقد يكون تحديد السؤال المناسب أمراً صعباً، فإن كان محدداً جداً ربما يعوق عملية الإبداع، وإن كان واسعاً جداً، فسيكون غير قابلٍ للتنفيذ، ومن الأمثلة على ذلك:

5. ولد الأفكار:

  • أحضر الأدوات اللازمة لتدوين الأفكار: وعلى سبيل المثال: أقلام التلوين، والورق.
  • اختر الميسر: ينبغي تحديد قائدٍ للمجموعة ليقود عملية العصف الذهني، مع مراعاة أن يكون على اطلاعٍ ببروتوكول العصف الذهني.

6. اختر الأفكار الواعدة:

  • جمِّع الأفكار: خصص بضع دقائق بعد جلسة العصف الذهني لتجميع الأفكار المتشابهة معاً، وصوت لصالح الأفكار المفضلة.
  • ناقش النتائج: ستقوم مع الفريق بتعداد الأصوات وتحديد الأفكار الأفضل بحسب غالبية أصوات الفريق. وكفريقٍ واحدٍ ستقيمون الأفكار وتتخذون القرار بشأن أي منها سيتم تطويره لاحقاً. مع مراعاة ألا تتجاوز الفكرتين أو ثلاث أفكارٍ لا أكثر.
  • حول الأفكار إلى واقعٍ: بعد توليف الأفكار وتحويلها إلى فرصٍ، تعتبر مرحلة التصور فرصةً لنقل الأفكار إلى الحياة واختبارها مع الفئة التي تصمم لها.
  • معايير تقييم الفكرة: عند تقييم الفكرة يجب تقييمها وفقاً للمعايير الثلاثة التي تم الحديث عنها في بداية البرنامج، وهي:

- هل الفكرة مرغوبةٌ: ذات صلةٍ بالتحدي وتلبي الاحتياج؟

- هل الفكرة قابلةٌ للتنفيذ: يمكن تنفيذها تقنياً؟

- هل الفكرة مجديةٌ اقتصادياً: يمكن تحويلها إلى مشروعٍ مجدٍ ومستدامٍ؟

الخطوة 2: بناء النماذج الأولية

تتكون عملية بناء النماذج الأولية من الخطوات التالية:

  • حدّد الأفكار التي سنبني لها النموذج الأولي ثم ابنِ النماذج الأولية: حدد فكرة الحل التي قمتم باختيارها في النهاية، ثم أعد نموذجاً أولياً لتقم شريحة من المستفيدين بتجربته، حيث تمكننا النماذج من تبادل الأفكار مع المستفيدين لدى تجربة اختبارها معهم، والحصول على الملاحظات منهم، بحيث نتعلم كيفية مواصلة تحسين التصميم، ويمكن صنع نماذج بكل الأشكال تقريباً. وفيما يلي بعض الأمثلة عن أنواع النماذج التي بإمكاننا ابتكارها:

  • اختبر النماذج الأولية وادمج التغذية الراجعة وطور.

- حدد ما الذي لقي قبولاً وتقديراً لدى المستخدم؟

- حدد ما الذي لم يلقَ قبولًا؟ ما الذي تم الاعتراض عليه؟

- ما هي الأشياء التي تحتاج إلى المزيد من التطوير؟

حسّن نموذج الحل بناءً على الملاحظات وأعد تجربته مع المستفيدين، كرر العملية مراراً حتى تصل إلى صورة الحل الأمثل.

ثالثاً: مرحلة التنفيذ

الآن، وبعد أن تم تحديد أهم الأفكار التي سيتم تثبيتها وأهم الأفكار التي ينبغي إعادة النظر بها، حان الوقت للبدء بالعمل على إطلاق الحل، ووضع خطةٍ لتوسيع نطاق استخدامه. إن جوهر عملية التنفيذ هو تحويل الأفكار إلى منتجاتٍ وخدماتٍ واقعيةٍ ثم اختبارها وتنقيحها وصقلها. وتتعلق مرحلة التنفيذ بفهم كيفية الوصول بالحل إلى الأسواق على أرض الواقع، وفي النهاية، ينبغي أن نعرف أن التصميم سيكون ناجحاً لأننا وضعنا أصحاب العلاقة المعنيين بالتصميم في قلب هذه العملية.

وفي هذه المرحلة نحدد كيف سنبني الشراكات ونصقل نموذج العمل ونجرب الفكرة، وفي نهاية المطاف كيف نخرجها إلى النور؟

فإذا كنا نريد حقاً تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، فعلينا الاهتمام بكل تفاصيل مرحلة التنفيذ.

وتتلخص عملية التنفيذ من الخطوات التالية:

والخطوات المذكورة في هذه المرحلة معروفة ومتكررة في تنفيذ المشروعات المجتمعية والخيرية، وإنما الحديث حول المرحلتين السابقتين اللتين تتعلقان بلب عملية التفكير التصميمي، واللتين قد تم تناولهما بشكلٍ مفصّل ودقيق.

شارك هذا المقال

تواصل معنا

نرحب بكافة استفساراتكم وتساؤلاتكم...