الابتكار الاجتماعي
التفكير التصميمي Design Thinking

مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 5

التفكير التصميمي Design Thinking

   غياث خليل هواريكندة المعمار

يُنسب مصطلح "التفكير التصميمي/ Design Thinking" إلى شركة IDEO الرائدة في الابتكار.  ورغم أن التفكير التصميمي كعقلية ومنهجية يعتبر حديث السن نسبيًا، إلا أنه في الواقع له جذور عميقة. ففي الفترة التي سبقت ظهور التفكير التصميمي، كان هناك العديد من الأساليب والممارسين والكتاب والكتب التي مهدت الطريق، على سبيل المثال:

  • كتاب دون كوبرج عام 1971 المسافر العالمي: دليل الأنظمة اللينة للإبداع وحل المشكلات وعملية الوصول إلى الأهداف.
  • كتاب جورج نيلسون لعام 1977 كيف ترى: دليل لقراءة بيئتنا التي صنعها الإنسان.
  • كتاب روبرت مكيم عام 1972، تجارب في التفكير المرئي.

 في عام 1991 اندمجت شركة "Devid Kelley" مع شركتين أُخرتَيْن، هما (ID 2) من "BillMoggridge" الذي صمم أول حاسبٍ محمول، و(Matrix Design) من "Mike Nuttall" الذي كان ماهرًا في التصميم المرئي، فتم تأسيس (IDEO)، وقد تشكلت (IDEO) من عملية دمج ثلاثية، وبفضل عملية الدمج الثلاثية شكلت (IDEO) قاعدة صلبة اجتذبت على مدار السّنوات الأولى أشخاصاً أصحاب تأثيرٍ كبيرٍ للانضمام إليها من كلّ الأوساط الأكاديميّة وممارسي التَّصميم. وعلى عكس شركات التَّصميم الأخرى في ذلك الوقت قاموا بدعوة خبراءَ من مجالاتٍ متباينةٍ مثل الأنثروبولوجيا، أو استراتيجيّة الأعمال، أو التّعليم، أو الرّعاية الصحية، وذلك لتوجيه وتعزيز فِرَقِ وعمليَّات التَّصميم الخاصّة بهم، فحظي أسلوبهم في إنشاء فرَقٍ متعددّةِ التّخصصاتِ بالحصول على التّقدير الجماعيّ من خلال عدةِ جوائزَ في غضون سنوات قليلة من البداية.

ولتمييز هذا النوعِ الجديد من العمل التصميمي بدأوا بالإشارة له من خلال اختصار كلمة التَّصميم (Design) عبر كتابة حرف (d) صغير، ولكنَّ هذه العبارة لم تكن كافية، فقد لاحظ "ديفيد كيلي" أنَّه في كل مرةٍ كان يُسأل فيها من قبل شخصٍ عن تصميمٍ ما فإنه يجد نفسه يدخل كلمة "تفكير" ليشرح ما كان يقوم به المصمّمون، وشيئًا فشيئًا أصبح مصطلح التفكير التصميمي عالقًا بالأذهان.

استخدمت عبارة "التفكير التصميمي" لوصف التفكير على طريقة المصممين، فالمصمم لا تكون لديه حلول جاهزة، وإنما يصمم وفقاً لرغبة طالب التصميم. وقد جمع هذا المصطلح عناصر الممارسة التي وجدوها أكثر قابلية لتطبيق هذه المنهجية في تصميم الحلول كالتعاطف، والتفاؤل، والتكرار، والثقة الإبداعية، والتجريب، والتعلم من الفشل. وقد لاحظ مؤسسو شركة (IDEO) أن العملاء يقدرون هذه الممارسات بقدر ما يقدرون التصميمات التي تم تصميمها لهم، مما دفعهم إلى تشارك هذه العقليات والممارسات ومهارات التفكير التصميمي، فبدؤوا نشرها في العالم، وذلك وفقاً لمبدأ أعطِ سمكة لشخص ما، وسيحصل على طعام ليوم واحد؛ علّم شخصاً الصيد، وسيكون لديه طعاماً مدى الحياة.

شارك هذا المقال

تواصل معنا

نرحب بكافة استفساراتكم وتساؤلاتكم...