مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 6
التفكير التصميمي كوسيلة لإطلاق شرارة الابتكار
يعتبر التفكير التصميمي أفضل طريقة، لإيجاد الحلول لمشكلة القصور في الإبداع، وذلك اعتماداً على مناهج متعددة الاختصاصات، يكون محورها الإنسان، إذ تسمح هذه الطريقة الإبداعية بإدراج الابتكار على جميع مستويات الشركة ابتداءً من مرحلة تصميم المنتج، مروراً بتغليفه، وصولاً إلى مرحلة طرحه في الأسواق، وفق النموذج الاقتصادي للشركة وحتى عمليّاتها الداخلية، والتي هي أساساً مستوحاة من منهج شركة (IDEO) الرواد في مجال التفكير التصميمي، التي تتبع مساراً عمليّاً لتطبيق التفكير التصميمي في الشركة أو القسم.
المرحلة الأولى: مصدر الإلهام
الخطوة الأولى:
في هذه المرحلة يتم تحديد المشكلة أو -بمعنى أكثر إيجابية- التحدي الذي يعيق الإبداع، ويتم تعيين فريق متعدّد الإمكانيات لإيجاد حلول لهذه التحدّيات، وتُؤخذ جميع الحلول بعين الاعتبار، فلا وجود للتسلسل القيادي أو القيود التي قد تحدّ من الأفكار الإبداعيّة، فجميع الأفكار مرحّب بها، حتى غير الاعتيادية منها.
الخطوة الثانية:
حيث يقوم الفريق بدور المراقب، ويعاين المنتج مباشرة على أرض الواقع، وتهدف هذه العملية من خلال رحلة المستخدم بتحديد رغبات المستخدمين، والتحديات، والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى رغباتهم، بالإضافة إلى تحديد الحلول البديلة المتاحة أمامهم، وتشمل كلمة المستخدم أي شخص يتعامل مع المنتج، سواءً كان: معالجاً، أو عاملاً، أو مشترياً، أو مستخدماً، فيتمّ الاستماع لآرائهم دون طرح أسئلة محددة عليهم. وفي النهاية؛ يجتمع الفريق مجدداً ويعرض كل عضو ما توصل إليه من معلومات خلال هذه المقابلات.
الخطوة الثالثة:
يُجري الفريق في هذه المرحلة مقابلات تتركز على مناقشة يوم الأول واليوم الذي سبقه، وذلك عبر طرح أسئلة مفتوحة ومهذبة، وذلك بقصد كسب ثقة الطرف الآخر من الحوار، إذ يُظهر مُجري المقابلة تعاطفاً تاماً مع آرائهم دون محاولة توجيه الإجابات نحو مسار معين. فما العدد الكافي لهذه المقابلات؟ تستمر هذه المقابلات حتى لا يكون هناك معلومات جديدة قد نحصل عليها من مقابلات إضافية.
المرحلة الثانية: صياغة الأفكار
الخطوة الرابعة:
يجتمع الفريق في هذه المرحلة مجدداً ويدوّن الأفكار الجديدة المستمدة من المقابلات على قصاصات ورقية، وتحمل كل قصاصة فكرة جديدة، ثم تُلصق على جدار واحد للحصول على نظرة أكثر شمولية، ثم تفرز وفق الموضوع الذي تعود إليه. وستكون هذه المواضيع الأساس لتحديد الخطوات المستقبلية، سواءً توافقت أو تعارضت بين شرائح المستخدمين، فالمهم في التقييم ليس المعايير الكمية بل وفق تجربة المنتج للخدمة، ثم يتم اختيار وجهة نظر واحدة أو أكثر، وهي الغالبة في الرأي منها أو الواعدة ليتم البحث فيها عن كثب.
الخطوة الخامسة:
حيث يقوم الفريق بعصف ذهني، بغية إيجاد طريقة لإرضاء الرغبات السابقة، ويُنصح بإحدى هاتين الطريقتين للعصف الذهني:
الأولى: تكون مقيدة إما بميزانية أو بحدود تقنية، والثانية: تكون مجردة من القيود؛ وتسجَّل نتائج هذا البحث على لوحة عمل بشكل مبدئي، والهدف من هذا العصف الذهني عرض إمكانية تحقيق هذه القيمة أو التجربة.
المرحلة الثالثة: التطبيق
الخطوة السادسة:
يوضع المنتج قيد التجربة من قبل الجمهور المستهدف، ويتم تعديله لاحقاً وفق ردود أفعالهم، فإما أن يُستبدل بشكل كامل، أو يتم تطويره إلى منتج أو خدمة، ويطلق إلى الأسواق.
إن هذه المراحل المتكررة ليست فقط للمساعدة على خلق الإبداع والابتكار، بل هي أيضاً لمعايشة التجربة التي يبحث عنها العميل، وبهذا تزيد الشركة من فرصها من جهة وتُقلص حجم المخاطر والتكاليف من جهة أخرى، وكل هذا عن طريق التحديد المبكر للأخطاء والتدابير غير الصحيحة وإيجاد حلول لها، فالتفكير التصميمي يمتلك هذه الميزة التنافسية البسيطة والمبتكرة التي تمكّننا من تطبيقه.