الابتكار الاجتماعي
قراءة في كتاب أساسيات الابتكار الاجتماعي

مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 6

قراءة في كتاب أساسيات الابتكار الاجتماعي

   سارة سلطان

مفهوم الابتكار الاجتماعي

تعددت تعريفات الابتكار الاجتماعي، وتنوعت بتعدد المصادر والمنهجيات، ولفهم معنى الابتكار الاجتماعي بطريقةٍ أكثر وضوحاً، علينا أولاً أن نسلط الضوء على كلمة "ابتكار"، ومن ثم كلمة "اجتماعي".

"ابتكار":

لا يمكننا أن نطلق على أي مخرجٍ كلمةَ (ابتكار) ما لم يستوفِ معيارين:

  • الحداثة: لا ينبغي أن تكون الابتكارات أصيلةً وغير مسبوقةٍ، إلا أنَّه ينبغي أن تكون جديدةً على المستخدم من حيث السِّياق أو التَّطبيق.
  • التَّحسين: لا يمكننا أن نسمي توليد الحلول ابتكاراً مالم تكن مخرجاته إمِّا أكثر فعَّاليةً، أو أكثر كفاءةً، أو أكثر استدامة من البدائل الموجودة قبله.

حيث يقدم الابتكار حلاً على شكل منتجٍ أو خدمةٍ تتميز بأنَّها:

1. حديثةٌ وتراعي العوامل الفنية والاجتماعية والاقتصادية. 

2. تنتشر وتدخل حيز الاستخدام الأوسع. 

3. حلٌ جديدٌ لمشكلة اجتماعية بطريقةٍ أكثر فعَّاليةً وكفاءةً واستدامةً من الحلول القائمة.

"اجتماعي":

تستخدم كلمة (اجتماعي) لوصف نوع القيمة التي تختلف عن القيمة المادية أو الاقتصادية، كإنشاء استحقاقاتٍ، أو تخفيض تكاليف جهود المجتمع؛ من خلال تلبية الاحتياجات الاجتماعية وحل المشكلات التي تتجاوز المكاسب الخاصة والفوائد العامة لنشاط السوق.

الابتكار الاجتماعي:

تقوم العديد من الابتكارات بمعالجة المشكلات الاجتماعية أو تلبية الاحتياجات الاجتماعية، ولكن فقط في الابتكارات الاجتماعية يتم توجيه القيمة المالية والاجتماعية فيها كلياً نحو المجتمع. 

وبعد تسليط الضوء على كلمة ابتكار وكلمة اجتماعي يمكننا الآن أن نستعرض أهم التعريفات لمفهوم الابتكار الاجتماعي:

1. يرى منتدى منظمة التَّعاون والتَّنمية للابتكارات الاجتماعية أنَّ الابتكار الاجتماعي يتميز عن الابتكار الاقتصادي، فالابتكار الاجتماعي: "لا يكتفي بتقديم أنواعٍ جديدةٍ من الإنتاج أو استثمار أسواقٍ جديدةٍ من أجل استغلالها، وإنَّما يتعدى ذلك إلى تلبية احتياجاتٍ جديدةٍ لا يوفرها السوق، أو ابتكار طرقٍ جديدةٍ وأكثر تلبيةً لاحتياجات الآخرين من حيث إعطاء الناس مكاناً ودوراً في الإنتاج". 

2. تركِّز مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي على "المنتَج" في تعريفها للابتكار الاجتماعي، حيث تعرِّف الابتكار الاجتماعي بأنَّه "حلٌّ لمشكلةٍ اجتماعيةٍ بطريقةٍ أكثر فعَّاليةً وكفاءةً واستدامةً".

3. ويرى مركز نيوزيلندا للابتكار الاجتماعي بأنَّ الابتكار الاجتماعي هو: "تصميم وتنفيذ طرقٍ أفضل لتلبية الاحتياجات الاجتماعية. والابتكاراتُ الاجتماعية هي الأفكار الجديدة التي تعمل على تلبية الاحتياجات المُلحَّة غير الملباة، والأفكار الجديدة التي تعمل على حل التَّحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية القائمة لصالح الناس والكوكب. فالابتكار الاجتماعي في حقيقته نظامٌ متغيرٌ، فهو يغير المفاهيم والسلوكيات والهياكل السابقة لظهور هذه التَّحديات بشكلٍ دائمٍ".

فمما سبق، يمكن تعريف الابتكار الاجتماعي بأنَّه:

"حلٌ جديدٌ لمشكلةٍ اجتماعيةٍ، بطريقةٍ أكثر فعَّاليةٍ وكفاءةٍ واستدامةٍ من الحلول الموجودة، أي أنَّه الحلول التي تشكل قيمةً حقيقيةً للمجتمع ككل وليس للأفراد. الابتكار الاجتماعي قد يكون منتجاً، أو عملية إنتاجٍ، أو تكنولوجيا، وقد يكون مبدأً، أو فكرةً، أو قانوناً، أو حركة اجتماعيةً، أو تداخلاً بين أكثر من عنصر".

لماذا الابتكار الاجتماعي؟

في الماضي، كانت التَّحديات المجتمعية كالشيخوخة السكانية في أوروبا، وموجات الهجرة، تعتبر في المقام الأول مشكلاتٍ أعاقت المسار الاقتصادي للجهات الفاعلة.  وقد لجأ الأفراد الذين يرغبون في التَّصدي لها إلى النَّماذج التَّقليدية غير الربحية باعتبارها وسيلةً يتم من خلالها توجيه طاقاتهم، وقد اعتمدت هذه الأنشطة بشكلٍ كبيرٍ على الدعم الحكومي أو التَّبرعات الخاصة، وواجهت صعوبةً في إحداث فرقٍ مستدامٍ طويل الأمد.

أما اليوم، فقد صار يُنظر للاتجاهات المجتمعية باعتبارها فرصاً للابتكار، إذ توجد رغبةٌ في التوجه نحو إيجاد حلولٍ للتَّحديات سريعة التَّغير التي تظهر تباعاً كالتَّركيبة السكانية والمجتمعية، ووسائل الإعلام الاجتماعية، والفقر، والبيئة، والصحة. وهناك الكثير من نماذج الأعمال التَّجريبية، بالإضافة إلى ظهور نماذج تنظيميةٍ هجينةٍ، ونماذج أعمالٍ أفقيةٍ تهدف إلى خَلق قيمةٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ في الوقت ذاته.

خمسة مجالاتٍ حددها الاتحاد الأوروبي للعمل عليها في استراتيجية عام 2020

خمسة أسباب تكمن وراء أهمية الابتكار الاجتماعي

تأتي أهمية الابتكار من خلال:

1. توفير استجاباتٍ جديدةٍ بفعَّالية أكبر لتلبية الاحتياجات الاجتماعية المتزايدة.

2. توفير استجاباتٍ محليةٍ للتَّحديات الاجتماعية والمجتمعية المعقدة، تعتمد على الموارد المحلية، وتحريك الفاعلين المحليين لتصميم حلول للتَّحديات الاجتماعية.

3. دمجُ مختلف الجهات المعنية للتَّصدي لهذه التَّحديات، من خلال طرقٍ جديدةٍ للعمل معاً.

4. إشراك المستخدمين في تصميم الحلول، واعتبارهم خارطة طريقٍ لتصميم الحلول.

5. تقديم حلولٍ أفضل باستخدام موارد أقل، ولهذا الأمر أهميته الكبيرة، خاصةً في المجتمعات فقيرة الموارد.

خمسة استخداماتٍ أساسيةٍ لمفهوم الابتكار الاجتماعي

عمليات التَّطوير الاجتماعي:

يُستخدم الابتكار الاجتماعي لوصف عمليات التَّطوير الاجتماعي وتحول المجتمع ككل. وهذا يشمل دراساتٍ واسعة النِّطاق حول دور المجتمع المدني في التَّطوير الاجتماعي، ودور الاقتصاد الاجتماعي وأصحاب المشروعات الاجتماعية في تحقيق النُّمو الاقتصادي والإدماج الاجتماعي. كما يشمل أيضاً دور قطاع الأعمال في التَّغيير الاجتماعي، ودور رجال الأعمال في دفع موجة الابتكار والإنتاجية، من خلال التَّركيز على المجالات "الاجتماعية" مثل التَّعليم والصحة والرعاية. وهذا يمكن أن يتضمن في نهاية المطاف إعادة تحديد الحاجات الاجتماعية والبيئية الأوسع نطاقاً.

استراتيجية الأعمال والإدارة التَّنظيمية:

غالباً ما يشار إلى الابتكار الاجتماعي بوصفه جانباً من جوانب استراتيجية الأعمال المتعلقة بالتَّغيرات البشرية والمؤسسية والثروة الاجتماعية التي تؤدي إلى الكفاءة التَّنظيمية وتحسين القدرة التَّنافسية. ويشمل ذلك إعادة الهيكلة التَّنظيمية، وتحديث العلاقات الصناعية وتحسين إدارة الموارد البشرية.

وقد امتد هذا التَّركيز أكثر في أدبيات الإدارة غير الهادفة للربح، حيث يُنظر للابتكار الاجتماعي من خلال عدسة تحسين استدامة وفعَّالية المؤسسات غير الربحية، وذلك من خلال النَّظر في مهارات القيادة والابتكارات في مجال المنح والعطاء.

المشروعات والمؤسسات الاجتماعية:

يُستخدم مصطلح الابتكار الاجتماعي أيضاً لوصف المشروعات والمؤسسات الاجتماعية، وأعمال مشروعات الريادة الاجتماعية. ويتعلق ذلك إلى حدٍ كبيرٍ بما يقوله بيل درايتون الذين يؤكد على دور الأفراد في تطوير طرقٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ لمواجهة التَّحديات الاجتماعية المستعصية. وعلاوةً على ذلك، تعمل هذه المدرسة الفكرية للمشروعات الاجتماعية على اكتشاف وتقييم واستثمار الفرص بوسائل مبتكرةٍ لتلبية الاحتياجات، وهذا النهج هو السائد خصوصاً في الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، تُحدد المشروعات الاجتماعية على أنَّها مجموعةٌ من السلوكيات والمواقف من قبل الأفراد المعنيين بابتكار مشروعاتٍ اجتماعية جديدةٍ. والمؤسسات الاجتماعية هي شركاتٌ ذات أهدافٍ اجتماعيةٍ في المقام الأول حيث تم استثمارها أساساً لهذا الغرض.

أما الابتكار الاجتماعي فهو أوسع بكثيرٍ من أي مؤسسةٍ اجتماعيةٍ أو مشروعاتٍ اجتماعيةٍ، ولكن قد تتداخل المصطلحات فيما بينها. فعلى سبيل المثال، رجل أعمال اجتماعي، يقيم مشروعات اجتماعيةٍ تقدم برنامجاً ضمن منهجية الابتكار الاجتماعي.

المنتجات والخدمات والبرامج:

يُعتبر الابتكار الاجتماعي عملية تطوير وتنفيذ المنتجات والخدمات والبرامج التي تلبي الاحتياجات الاجتماعية. ويشمل ذلك الابتكار في القطاع العام، وتوفير الخدمات العامة من قبل المؤسسات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني الجديدة.

الحوكمة والتمكين وبناء القدرات

تشملُ أبعاد 'عملية' الابتكار الاجتماعي الحوكمة، والتَّمكين، وبناء قدرات المؤسسات والقيادات الاجتماعية التي تعمل في الابتكارات الاجتماعية، وبناء العلاقة المترابطة بين مختلف الجهات الفاعلة، والتَّأكيد على المهارات والكفاءات والأصول والثروة الاجتماعية التي وضعتها مختلف الأطراف الفاعلة لتنفيذ برامج واستراتيجياتٍ معينةٍ.

خمسة أسئلةٍ يتم طرحها عند التَّفكير في الابتكار الاجتماعي

تحتاج السلطات العامة -على مختلف المستويات- إلى النَّظر في عدد من الأسئلة عند التَّفكير في الابتكار الاجتماعي، وتتضمن هذه الأسئلة:

1. كيف يمكننا أن نعرف مدى قدرة الابتكار الاجتماعي على توليد الحلول؟

2. كيف يمكننا أن نضمن أن تكون الابتكارات الاجتماعية معتمدةً على الموارد المحلية الصرفة؟

3. كيف يمكننا أن نعزز أفضل سبل التَّعاون مع العديد من وكلاء التَّنمية، وأصحاب الأعمال التَّجارية والاقتصادية المختلفة، ومنظمات المجتمع المدني، والهيئات الحكومية لتسهيل عملية الابتكار الاجتماعي؟

4. كيف يمكننا تقييم القيمة المضافة من خلال الابتكار الاجتماعي؟

 5. كيف يمكننا قياس حجم الابتكارات الاجتماعية واستنساخها؟

خمس صفات للمشكلات الاجتماعية التي يعالجها الابتكار

1. متداخلة: أي أن المشكلة هي التي لا يمكن حلُها من قبل جهةٍ واحدةٍ أو قطاعٍ واحدٍ، فهي تحتاج إلى تضافر جهود أكثرَ من قطاعٍ لحلها. ويتطلب حل المشكلات المتداخلة إشراك كلٍ من المؤسسات الاجتماعية، والقطاع الحكومي، وقطاع الأعمال، فعلى سبيل المثال: مشكلة التلوث البيئي، يتطلب حلها تضافر جهود عدة قطاعات.

2. متعددة الأوجه: المشكلة متعددة الأوجه هي المشكلة التي تشمل مجموعةً واسعةً من أصحاب العلاقة، فأصحاب العلاقة بمشكلة التلوث البيئي مثلاً، هم المؤسسات الاجتماعية التي تُعنى بشؤون البيئة، والقطاع الحكومي، وقطاع الأعمال الذي قد يكون سبباً في المشكلة بسبب النفايات التي يلوث بها البيئة.  ومن الصعب جداً أن يتفق جميع أصحاب العلاقة على تعريفٍ واحدٍ للمشكلة، حيث يراها كلٌ منهم من منظورٍ مختلفٍ.

3. غامضة: المشكلات ذات الأسباب الواضحة والمعروفة لا تُحل عادةً باستخدام منهجية الابتكار الاجتماعي، وإنَّما يتم حلها بالطرق التَّقليدية. أما المشكلات التي تتعدد أسبابها ويصعب تحديد تلك الأسباب بسهولةٍ، والتي يكون المستقبل المتعلق بها غير مألوفٍ أو محددٍ، هي التي يتم اللجوء إلى الابتكار الاجتماعي لحلِّها. 

4. طارئة: تتميز المشكلات الاجتماعية التي يتصدى لها الابتكار الاجتماعي بأنَّها تَبرز بشكلٍ مفاجئ. ويكون ذلك نتيجة تغيرٍ سياسي، أو اقتصادي، أو بيئي ما، وغالباً ما تتطلب تحسين القدرة على التَّكيف مع التَّغيير المستمر للواقع فور وقوعه، وعلى سبيل المثال: التَّغييرات السياسية في العالم العربي، وما أفرزته من مشكلاتٍ بيئيةٍ وسكانيةٍ. 

5. غير مسبوقةٍ: تتميز المشكلات الاجتماعية العضال والتي تتطلب منهجيات الابتكار الاجتماعي لحلها بأنَّها غالباً ما تكون غير مسبوقةٍ، وتحدث لأول مرةٍ، وبالتالي ليس هنالك خارطةُ طريقٍ سابقةٍ يمكن العمل عليها، ومن الأمثلة عليها: الشيخوخة السكانية التي تعاني منها الدول الأوربية.

خمسة أشكالٍ لحلول الابتكار الاجتماعي

منتجات جديدة: المنتجات قد تكون سلعاً أو برمجياتٍ جديدةً تلبي حاجةً اجتماعيةً معينةً وتُساهم في تطور المجتمع. مثال: التكنولوجيات المتقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة.

خدمات جديدة: تشمل الخدمات التي قد تتطلب أدواراً مهنيةً جديدةً، أو علاقاتٍ جديدةً من أجل تقديمها. مثال: الخدمات المصرفية عبر المحمول.

عمليات جديدة: يُقصد بالعمليات الجديدة نماذج عملٍ جديدةٍ تظهر لتقديم إنتاجٍ مشتركٍ لخدماتٍ جديدةٍ. مثال: التَّعاون بين القطاعات.

أسواق جديدة: يقصد بالأسواق الجديدة القنوات الجديدة التي يمكن من خلالها الوصول إلى المستخدم. مثال: منصات البيع الإلكتروني.

نماذج تنظيمية جديدة: يقصد بها الأشكال التَّنظيمية الهجينة التي تختلف عن القطاعات العام والخاص والاجتماعي المعروفة. وكمثال: الشركات الربحية المجتمعية، والمؤسسات الاجتماعية.

خمسة معايير لحلول الابتكار الاجتماعي

تتميز الابتكارات الاجتماعية عموماً بأنَّها:

حديثةٌ ومبتكرةٌ: قد لا تكون الابتكارات الاجتماعية جديدةً تماماً على الميدان، أو القطاع، أو المنطقة، أو السوق أو المستخدم، ولكنها جديدةٌ في السياق الذي ترد فيه، وجديدةٌ على من يشاركون في تنفيذها، أو أنَّها تطبق بطريقةٍ جديدةٍ.

تلبي حاجةً اجتماعية: تُصمم الابتكارات لمعالجة حاجةٍ اجتماعيةٍ بطريقةٍ إيجابيةٍ ومفيدةٌ، كما يُمكن أن تلعب دوراً في صياغة أو تشكيل الاحتياجات الاجتماعية، وأن تساعد على إضفاء الشرعية على الاحتياجات الاجتماعية الجديدة أو غير المعترف بها، حيث تختلف الابتكارات الاجتماعية عن الابتكارات التي لها أثرٌ اجتماعي.

توضع حيز التَّنفيذ: الابتكارات الاجتماعية هي الأفكار التي تم وضعها حيز التَّنفيذ، وفي هذه النقطة تحديداً تختلف الابتكارات الاجتماعية عن الاختراعات الاجتماعية (الأفكار الجديدة التي لم تنفذ).

تدمج وتحرك المستفيدين: المستفيدون هم المعنيون في تطوير الابتكار الاجتماعي أو في إدارته، ويتحقق الدمج إما بشكلٍ مباشرٍ، أو من خلال جهاتٍ فاعلةٍ لديها اتصالٌ مباشرٌ مع المستفيدين، أو تدعم المستفيدين بشكلٍ مباشرٍ أو أولئك الذين يدركون احتياجاتهم بشكلٍ واضحٍ، مما يضمن خدمة الابتكار الاجتماعي للأهداف المشروعة ويشمل أعضاء المجموعة المستهدفة نفسها في معالجة مشاكلهم، وهذا يمكن -بدوره- أن يؤدي إلى حلولٍ أفضل وأكثر ابتكاراً، فضلاً عن زيادة وعيهم وكفاءاتهم، وكرامتهم، وتقديرهم الذاتي.

تُغير العلاقات الاجتماعية: تهدف الابتكارات الاجتماعية إلى تحويل العلاقات الاجتماعية من خلال تحسين وصول الفئات المستهدفة إلى النَّفوذ والموارد المحددة، وعلى هذا النَّحو، يُمكن للابتكارات الاجتماعية أن تُساهم في تمكين فئاتٍ معينةٍ من الناس ومعالجة التَّوزيع غير العادل أو الجائر للسلطة والموارد في المجتمع، وبهذه الطريقة، تشارك الابتكارات الاجتماعية بالخطابات حول الصالح العام والمجتمع العادل.

خمسة مبادئ تفكيرٍ ينبغي اتباعها في الابتكار الاجتماعي

يمكننا اختصار منظومة تفكير الابتكار الاجتماعي، والطرق والمهارات، على النَّحو التالي:

خمس خصائص يتميز بها الابتكار الاجتماعي

يمكننا اختصار منظومة تفكير الابتكار الاجتماعي، والطرق والمهارات، على النَّحو التالي:

مراحل الابتكار الاجتماعي:

لكي نبدأ بعملية الابتكار بشكلٍ عملي يجب أن نعرف خطواته بشكلٍ عامٍ.  وهي:

1. المطالبات: تُسلط الضوء على تحديد الفرص، والتَّحديات، والاحتياجات الاجتماعية الجديدة غير الملباة أو تلك الملباة على نحوٍ غير كافٍ.

2. الاقتراحات: تُولَّد الأفكار حيث يتم تطوير حلولٍ جديدةٍ استجابةً لهذه الاحتياجات الاجتماعية.

3. النَّماذج الأولية: وهنا يتم اختبار الفكرة عملياً، من خلال تحويل الفكرة إلى نموذجٍ مصغرٍ واختبارها.

4. الاستدامة: وتشمل تطوير نموذج العمل حيث تصبح الفكرة قيد التَّجريب، وبالتالي يتم تقييم فعَّاليتها.

5. توسيع النِّطاق والنَّشر: النُّمو والانتشار وتزايد الابتكارات الاجتماعية.

6. التَّطور النُّظمي: تنطوي على إعادة تصميم الأنظمة، وإدخال نُظمٍ بأكملها، وعادةً يشمل التَّغيير جميع القطاعات.

بطبيعة الحال، فإن العديد من هذه المراحل تتداخل ويمكن أن تنفَّذ بترتيبٍ مختلفٍ:

العديد من المشاريع تبدأ بتجربةٍ أو نموذجٍ، وفي كثيرٍ من الأحيان، فإن التَّنفيذ والعمل والممارسة يعجّل كل منها بظهور أفكارٍ جديدةٍ، وهذا بدوره يؤدي إلى مزيدٍ من التحسينات والابتكارات، إضافة لوجود حلقات تغذيةٍ راجعةٍ بين كل مرحلةٍ، مما يجعل العملية تكراريةً بدلاً من أن تكون خطِّيةً، وهذا سبب تمثيل العملية بصرياً على شكلٍ دائري بدلاً من الرسم البياني الخطي.

والكثير من الابتكارات الاجتماعية لا تمر بالضرورة بجميع المراحل، ففي بعض الحالات، تكون الابتكارات صغيرة الحجم وتُعتمد محلياً، فلا تحتاج إلى النَّشر وتوسيع النِّطاق. كما أن عدداً قليل جداً من الابتكارات الاجتماعية يصل إلى مرحلة التَّطوير النُّظمي. 

شارك هذا المقال

تواصل معنا

نرحب بكافة استفساراتكم وتساؤلاتكم...