الابتكار الاجتماعي
ثلاث طرق تجعل المرأة أكثر انخراطاً في الابتكار

مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 7

ثلاث طرق تجعل المرأة أكثر انخراطاً في الابتكار

   Shaun Crawford

في اليوم العالمي للمرأة هذا، علينا أن نضمن انتماء النساء إلى عالم الابتكار، إليكم طريقة ذلك:

لقد غيّرت التطورات التكنولوجية الهائلة التي شهدناها خلال العقود القليلة الماضية العالم للأفضل من نواحٍ كثيرة، إلا أنه من الخطأ القول: "لقد استفدنا جميعاً بشكل متساوٍ من هذه التغييرات"، فالملايين من الناس، ولا سيما في الأسواق الأقل تقدماً، بالكاد استفادوا منها. وحتى في الأسواق المتقدمة، لا تجني النساء الفوائد نفسها التي يجنيها الرجال من الثورة التكنولوجية الحاصلة.

وما لم نكن حذرين أشد الحذر، فإن صعود الذكاء الاصطناعي (AI) لن يؤديَ إلّا إلى تفاقم الأمور، إذ توجد بالفعل حالات من الخوارزميات التي تستهدف الرجال دوناً عن النساء بإعلانات وظائف لأدوار عالية الأجر، وبما أن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر تعقيداً وانتشاراً، فقد تجد النساء أنفسهن عرضةً للتمييز عن غير قصد في مجموعة من المواقف المختلفة، بدءاً من قدرتهن على الحصول على قرض عقاري وصولاً إلى إمكانية حصولهن على خدمات الرعاية الصحية، وعلينا أن نتصدى لهذه المشكلة إذا أردنا تجنب تحيز البرمجة في مستقبلنا.

في عصر التحول اليوم، كيف يمكننا أن نضمن انتماء النساء إلى جميع جوانب الأعمال؟ من الناحية النظرية، يتمثل الحل البسيط في توظيف المزيد من عالِمات الحاسوب ومُحلّلات البيانات والمطوّرات، بيد أن الواقع أكثر تعقيداً.

على مر الزمن، فشلت صناعة التكنولوجيا باستمرار في جذب المواهب النسائية والاحتفاظ بها، كما أن سُمعتها كصناعةٍ يهيمن عليها الذكور قد عُززت بدلاً من أن تنحسر. ولكون النساء مستبعَدات من التكنولوجيا، فإنهنّ يسعين إلى وظائف في صناعات أخرى بدلاً من ذلك، وهذا لا يؤدي إلّا إلى تفاقم المشكلة، إذ تقول الإحصائيات: إن حصة النساء اليوم من الوظائف في مجال علوم الكمبيوتر في الولايات المتحدة هي أقل مما كانت عليه في الثمانينيات.

وفيما يلي ثلاث طرق يمكننا أن نضمن من خلالها -بصفتنا قادة للمنظمات- انتماء النساء إلى جميع جوانب الأعمال بصورة متساوية:

1. إنشاء البرامج والاستثمار فيها:

في يوم المرأة العالمي، يجب على القادة -عبر الأعمال التجارية والقطاع الحكومي والقطاع غير الربحي- التفكير في كيفية إيجاد حلول طويلة الأجل تُشجّع المزيد من النساء على متابعة الوظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والرياضيات (STEM)، وكثيراً ما ناقشنا أننا بحاجة إلى العمل مع المدارس والجامعات ومقدمي برامج تدريب أرباب العمل لتحديد كيفية جعل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أكثر جاذبية للفتيات والشابات، كما أنّنا بحاجة إلى التفكير في كيفية تزويد الفتيات والنساء بالمهارات والخبرات التي يحتجنها للازدهار في الوظائف التابعة لتلك المجالات، بيد أنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من البرامج، إذ لدينا في منظمة EY مجموعة متنوعة من البرامج للمنقطعين عن الدراسة بالإضافة لخدمة STEM، وهو برنامج غير هادف للربح يُعِدُّ ويلهم الشابات والأقليات المحرومة من جميع الأجناس للحصول على وظائف في مجالات STEM من خلال التدريب الداخلي المدفوع وبرامج التوجيه والمنح الدراسية.

إن جعل المزيد من النساء يبدأن العمل في وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بهدف توسعة مجموعة المواهب ما هو إلا بداية العملية، إذ إنّنا بحاجة كذلك إلى تقديم الدعم لهنّ للبقاء في تلك الوظائف وصولاً للتقاعد، إذا رغبن في ذلك. وفي الوقت الحاضر، تُعرف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بمعدل تسرب مرتفع للإناث وهذا يعد مدعاة للقلق. وفي الواقع، وفقاً لمركز الولايات المتحدة لابتكار المواهب، فإن احتمال ترك النساء لصناعة التكنولوجيا يزيد بمقدار الضعف عن الرجال، بينما وجدت دراسة أستراليّة أُجريت عام 2015م أنّ ما يقرُب من ثلُث النساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يتوقّعن أنهنّ سيستقِلنَ من وظائفهنّ في غضون خمس سنوات بسبب الافتقار إلى التقدم الوظيفي وفرص التطوير المهني.

2. خلق الثقافة الملائمة:

من الواضح أن أرباب العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يجب أن يعملوا بجِدٍّ أكبر من أرباب العمل الآخرين لضمان حصول النساء على نفس الفرص التي يتمتع بها الرجال ليتقدمنَ في حياتهنّ المهنية. لذا، فهُم بحاجة إلى خَلق ثقافة داعمة في مكان العمل يتواجد فيها قدوات نسائية بارزة، والتأكد من حصول النساء على التدريب، والإرشاد، والشبكات، والمرونة في العمل، وفرص الترقية. وقبل كلّ شيء، يقترح البحث الأسترالي أنه يجب على أرباب العمل في تلك المجالات إيجاد طرق لتمكين النساء من تحقيق التوازن بين العمل ومسؤوليات الحياة.

 3. تشجيع التنوع بين الأجيال:

هناك قضية أخرى أُدركها تماماً (بصفتي أحد أمناء المركز الدولي لدراسات طول العمر) ألا وهي شيخوخة السكان، فبينما نعيش، حياة أطول وأكثر صحة، سنحتاج - ونتوقع - أن نتمتع بحياة مهنية أطول وأكثر سعادة وأكثر إرضاءً، ومع ذلك، تجد النساء أنفسهنَّ اليوم في العديد من الصناعات -وليس فقط صناعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات- مستبعَدات بشكل متزايد من مكان العمل بعد سِنّ الخامسة والأربعين، وهذا الاستبعاد هو إهدار مروّع للمعرفة والمهارات والمواهب الفردية، كما أنّه يأتي بتكلفة باهظة لكلّ من الاقتصاد والمجتمع على نطاق أوسع، لأسباب ليس أقلها أنّ النساء يعشن لعمر أطول من الرجال في المتوسط.

وباعتبار أنّ التكنولوجيا الرقمية جزء من الحياة والأعمال اليومية، فإنّ ضمان انتماء المرأة مشكلة نحتاج إلى معالجتها اليوم، صحيحٌ أنّ المشكلة لن تُحل بين عشية وضحاها، ولكن يمكننا حلّها من خلال تشجيع المزيد من الفتيات على دراسة مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدرسة والالتحاق بتلك المهن بعد الجامعة، ومن خلال دعم النساء أثناء تقدمهنّ خلال حياتهنّ المهنية في تلك المجالات للوصول إلى المناصب العليا بشكل متزايد، وأيضاً من خلال الحرص على الاحتفاظ بالنساء في مكان العمل مع تقدمهنّ في العمر، سواء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أو غيرها من المجالات، بدلاً من السماح لهنّ بالاختفاء من منظماتنا، مع أخذ كل خبراتهنّ ومهاراتهنّ القيّمة معهنّ. أنا لا أقول إنّ هذه إصلاحات سريعة، وكما أنّها لن تَحل شيئاً بمعزل عن بعضها البعض، لكنّني أؤمن أنّه من خلال الجمع بينها كلها سنعمل على تسريع المساواة بين الجنسين.

لذا، في اليوم العالمي للمرأة، ما هي الإجراءات التي سنتّخذُها لضمان انتماء المرأة SheBelongs#؟ دعونا نحقق التقدم السريع للمرأة WomenFastForward#.

ملخّص

للتأكد من انتماء المرأة إلى الابتكار، يجب على المنظمات الاستثمار في التدريب وخلق الثقافة الملائمة وتشجيع التنوع.

شارك هذا المقال

تواصل معنا

نرحب بكافة استفساراتكم وتساؤلاتكم...