الابتكار الاجتماعي
الابتكار المرن

مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 8

الابتكار المرن

   عبير العبيد

يتيح الابتكار في الأعمال إضافةً قيّمة وميزةً تنافسية للشركة بحيث يمكّنها من زيادة أرباحها، والبقاء في صدارة المنافسة، في ظل وجود سوق متسارع في النمو والتغير. لكنّ هذا الامر يتطلّب من الشركة تأسيس مختبر ابتكار تابع لها، أو استقطاب فريق ابتكار يعمل على تطوير وتحسين المنتجات والخدمات بشكلٍ مستمر، وهذه العملية قد تستغرق وقتاً وتعتمد نهجاً طويل الأجل يجعلها عُرضة للهدر في الموارد، ولتجاوز هذا التحدي تم تطوير نموذج الابتكار المرن في عام 2014، للتفكير المرن في الابتكار وتطوير المنتجات، بحيث أنّه يأخذ بعين الاعتبار كل من الجانب التقني في عملية تطوير منتجات مفيدة وخالية من الهدر في الوقت والتكلفة، بالإضافة إلى الجانب العملياتي الذي لا غنى عنه للتنفيذ الناجح.

ويُعرّف الابتكار المرن بأنّه عملية التقليل من الهدر، والمرونة في اكتشاف وإنشاء وتقديم قيمة جديدة للعملاء، بحيث يركّز الابتكار المرن على زيادة الكفاءة من خلال الحصول على ملاحظات العملاء مبكراً، وبالتالي تقليل دورة تطوير المنتج عبر التجريب المستمر والعمل على التحسين.

ويتميز الابتكار المرن بحسب Tucker Marion[1]، بقدرته على:

  • تحديد الفرص الجديدة بوقت أسرع.
  • تطوير حلول الأعمال ووضع نماذج أولية لها، والتحقق من صحة تلك النماذج وتحسينها بشكل مستمر وبموارد أقل.
  • تطبيق عمليات بسيطة تمكّن فريق العمل من متابعة مسار تطور الأفكار، وإجراء تحسينات تدريجية توضّح هذا المسار.

تأتي أهمية الابتكار المرن من كونه:  

  1. يُمكّن روّاد الأعمال والمستثمرين من اختبار فرضياتهم وبناء منتجات أفضل بشكلٍ أسرع و بمواردٍ أقل، مما يساعدهم على تجنّب الوقوع في مأزقٍ شائعٍ للغاية يواجهه معظم المديرين التنفيذيين وهو الشعور بالراحة مع النجاح الحالي لشركتهم، والتوقف عن مواكبة المتغيرات المتسارعة ومتابعة المزيد من الفُرص.
  2. يُعزز الابتكار المرن أساسيات الابتكار التالية بشكل عملي[2]:
  • منح الموظفين حرية الفشل: جعلهم رواد أعمال داخل من خلال خلق ظروف يشعر الموظفون فيها بالأمان الوظيفي، وتشجيعهم على اختبار الأفكار الجديدة عبر:
    • شركتهم.
    • تخصيص الموارد المناسبة.
  • إعطاء أولوية للابتكار من الأعلى (المدراء) الى الأسفل (الموظفين): يلتزم المدراء التنفيذيون للشركات بالابتكار، وغرسه في الشركة طول الوقت وإعطاء أولوية له ليصبح أمراً روتينياً، مما يجعل التغيير أمراً أساسياً لدى الموظفين.
  • وضع نظام الحوافز: جعل نظام الحوافز ينسجم مع كل موظف، يجعل أداؤهم أعلى بنسبة تتراوح بين 27% إلى 45%.
  • تأسيس عملية جماعية في وقت مبكر: يوافق كل الموظفين على الرؤية الشاملة للشركة، ويكون مسؤولاً أمامها.

يتكوّن نموذج الابتكار المرن من:

 4 وحدات بناء متكاملة، كل منها يتكوّن من 3 عوامل تمكين، تساعد في بدء أو متابعة رحلة الابتكار بشكلٍ مرن، وتطبيقه في قطاعات ومجالات الأعمال المختلفة التي تتطلّب تطوير منتجات أو خدمات جديدة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.

  1. قيمة العميل
  2. الإستراتيجية والالتزام القيادي
  3. تتبع الأداء
  4. مهارات الكوادر البشرية
  5. رئيس المهندسين
  6. التعاون متعدد الأطراف
  7. عملية الابتكار المستدام
  8. أدوات وأساليب التفكير المرن
  9. المشاركة في خلق المعارف وتبادلها وإعادة استخدامها
  10. نظام التحسين المستمر
  11. الشراكات الداخلية والخارجية
  12. الإبلاغ عن التغيير وإدارته والمكافأة عليه

Asset 61@2x.png

بناءً على ما سبق، نجد أننا بأمسّ الحاجة لمثل هذه النماذج التي تسهّل عملية تبنّي وتنفيذ الابتكار، والاستفادة منه في تمكين الشركات من التغيير والمجازفة باختبار المزيد من الفرص، ومتابعة مستوى نضجها بتكلفة منخفضة ووقت أقل، يتيح لنا الحكم فيما إذا كانت تلك الفرص تستحق الاستثمار بها أم لا.

 


[1] أستاذ مشارك في كلية D'Amore-McKim للأعمال بجامعة Northeastern ومدير ماجستير العلوم في برنامج الابتكار.

[2]https://pages.northeastern.edu/rs/558-EBH-25/images/PN17037-Q4GradEbooks_Inno-REV1.pdf

شارك هذا المقال

تواصل معنا

نرحب بكافة استفساراتكم وتساؤلاتكم...