مجلة اتجاهات الابتكار الاجتماعي - العدد 11
التقنية في الابتكار الثقافي
تختلف التقنيات التي استخدمت في الابتكار في المجال الثقافي على مر العصور، وذلك حسب التغييرات التي حصلت في الوسائل والتكنولوجيا. ففي السابق كان الابتكار في المجال الثقافي يعتمد على التجارب والممارسات الموروثة عن الأجداد والعلماء والفنانين السابقين. ولكن في الوقت الحالي تتوفر تقنيات ابتكارية عدة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق وغيرها.
ومن بين الاستخدامات الحديثة للذكاء الاصطناعي في صنع المنتجات الثقافية، نجد التطبيقات الموسيقية والفنية. فباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن للمصممين والمطورين إنتاج أعمال فنية أكثر تفاعلية وأصلية وفريدة من نوعها. واستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يمكن أن يحدث تحولاً كبيراً في أسلوب صُنع المنتجات الفنية والموسيقية.
ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضاً في تحسين خطط الاستثمار وإدارة المشروعات الفنية، مما يجعلها أكثر كفاءة وربحية. واستثماراً لهذه التقنيات جاءت فكرة شركة (معمل ٢٨) التي انطلقت في فبراير 2022م، وصممنا فيها عدداً من المنتجات الفنية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي نأمل أن تحظى بالدعم الكافي من الجهات الثقافية لنتمكن من إطلاقها إطلاقاً عامَّاً ليستفاد منها، ومن هذه المنتجات:
- تطبيق (اشعر بي-feel me) لتحويل القصائد إلى معزوفات موسيقية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتكمن فرادتها في ابتكارها للموسيقى العربية من النصوص العربية سواء القديم منها أو الحديث، فهي ليست مجرد تركيب للموسيقى المتداولة وتغيير بينها. وجاء الاسم من عدِّ الموسيقى نوعاً من التعبير عن المشاعر إذا لم تكف الكلمات.
- أرض اليمامة، أرض في عالم الميتافيرس تأخذ الشخص إلى مغامرات حول المواقع الجغرافية الثقافية في الجزيرة العربية، ومبنى هذه المغامرات على الألغاز المستندة إلى المعلقات الجاهلية، وهي تفعيل لما يسمى بالتلعيب Gamification.
- مكتبة زرياب، أول مكتبة عربية للمنتجات الموسيقية في السوق العالمي (أوبن سي- OpenSea)، وهو السوق الرمزي للرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، وهذه المنتجات الموسيقية المعروضة فيه جميعها منتجة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ما يزال المحتوى العربي في مجال الثقافة والابتكار في بداياته وانطلاقته، مع حرص الكثير من الشركات الناشئة في المنطقة على التفرد والابتكار باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في صناعة المحتوى الثقافي على الإنترنت. ويمكن للمزيد من المشروعات العربية المستقبلية أن تنافس في هذا السباق وأن تنمو وتساهم في تطوير المحتوى العربي في هذا المجال. خاصة مع انتشار (ChatGPT) هذه الأيام وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي بين عموم الناس، ولكنها بالنهاية تظل مجرد أدوات، إن لم توجد العقليات المبتكرة التي تستثمر هذه الأدوات وتوظفها في مشروعات ثقافية لها قيمتها الملموسة، فلن تحدث أثراً كبيراً.
أخيراً جاء اسم (المعمل 28) من عدد حروف اللغة العربية، ومن استعمالنا لهذه الحروف في تسمية منتجاتنا، كما نهدف إلى إطلاق 28 منتجاً ثقافياً مبتكراً، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التي نقدمها مثل تصميم المعارض الفنية وإدارتها، وصناعة التجارب الثقافية.